تقف المرأة ما شاء لنفسها أن تقف أمام المرآة.. نصف ساعة؛ ساعة؛ ساعتين.. تتزين كما تشاء.. تأخذ وقتها.. تؤخر زوجها.. تلعن سنسفيل الوقت وهي تصارع بالشعر والمكياج و هيك أحلى وإلّا هيك أحلى؛ لالا هيك أحلى.. وتستشير العدد الذي تريده من الصاحبات وممن تثق ولا تثق بهن.. هذه المرأة وهذه شؤونها وطبيعتها التي لم تتغيّر عبر تاريخ الانسان منذ "حواء" وهي تغوي "آدم" بالغمز واللمز كي يأكل التفاحة؛ إلى آخر امرأة نضجت قبل دقيقة واحدة ودخلت عالم النساء وبيدها موبايلها الذي حوّلته إلى "مراية" بل تحوّل إلى عضو رئيس موازٍ للعين والكبد والقدمين..!
لكن.. أن يتحوّل الرجل الجديد الذي نضج قبل دقيقة واحدة أيضًا إلى هادر للوقت في التزيين و التلميع و استخدام "المراية" وأدوات الزينة الأخرى.. أن ينافس الرجل المرأة على الوقوف أمامها "ومين أحلى من الثاني؟".. أن يصبح شغل الرجل الجديد هو شكل حواجبه ولمعان خدّيه وتفكيره في حذائه أكبر بعشرات المرات من تفكيره بحلّ معضلة حياتية حقيقية.. أن يزحف الرجل الجديد ليسرق "كاتلوج" المرأة ليطبِّقه على تفاصيله قبل الخروج وأثناءه وبعده.. أن يصبح "الشكل" هو المطلوب فقط للرجل الجديد وملعون أبو "المضمون".. فذاك كلّه يجعلني أشعر أنّ في الأمر مؤامرة كونيّة عليَّ تدبّر في الليل والنهار..!
بعد هذا التحوّل الرهيب في الرجولة الجديدة.. لا تسأل عن رجال زمان ورجال اليوم.. لا تقلق راحتي في السياسيين زمان (الذين معك والذين ضدك) مع سياسيين اليوم (الذين لا يعرفون لمَ هم ضدك ولمَ هم معك؟).. لا تسوّق لي مسؤولًا مهما صغر أو كبر لأن أغلب قراراته صادرة وبيده "مراية ومشط ومرود ومكحلة" ونسي القلم في أقرب "كوربة" بعد أن خرج من البيت باتجاه دار مسؤوليته..!
لا تسأل عن القرارات في هذا العالم.. بل اسأل عن الرجال الذين يصدرونها..!
عن إذنكم.. لي خمس دقائق بأكملها لم أرَ "سحنتي" في مراية الزمن الجديد.. !