400 مليون دينار مجموع الخسائر المتراكمة للملكية الأردنية بنهاية العام ٢٠٢٢ وذلك بناءً على الإفصاح المالي الذي قدمه مدقق الحسابات للشركة في سوق عمان المالي وبذلك تتجاوز الخسائر رأس مال الشركة وبناءً عليه وحسب قانون الشركات وتحديداً المادة رقم ٢٦٦ والتي تنص على انه اذا زادت خسائر الشركة المساهمة العامة عن ٧٥٪ من رأس المال فيجب تصفية الشركة الا اذا قررت الهيئة العامة رفع رأس مال الشركة او معالجة وضع الخسائر .
تصفية" الملكية الأردنية "هل هذا هو الخيار الوحيد الذي بات متاحاً امام الناقل الوطني الأردني ؟ومن هو المسؤول عن هذه الخسائر المتراكمة الضخمة ؟وكيف وصلنا لهذه النتيجة التي تؤثر على سمعة الاستثمار في الأردن وتؤثر على قدرة الشركات الأردنية في الصمود والنجاح والاستمرارية ظل المعطيات الاقتصادية الصعبة التي يعيشها وطننا .
ما وصلت اليه الشركة من وضع مالي صعب يحتاج لاعادة هيكلة شاملة اذا كنا نريد ان تستمر هذه الشركة الوطنية والتي تحمل اسم المملكة والتاج الملكي حملت اسم الأردن لاكثر من ستين عاماً وجابت دول العالم خلالها ونقلت عشرات الملايين من المسافرين ،تحتاج الشركة الى قرارات جريئة من حيث عدد الموظفين والتعيينات والرواتب والمزايا والكلف التشغيلية ودراسة جدوى العديد من المحطات التي تتبع للملكية في انحاء العالم وتخفيض الرواتب الضخمة ووقف الخطوط الخاسرة وغيرها من الإجراءات التي تستدعي تنفيذها لوقف تعثرها ،الملكية الأردنية شركة عريقة كانت من أوائل شركات الطيران في العالم العربي ووصلت في السبعينيات والثمانينيات الى عواصم عالمية لم يكن يصلها أي طيران عربي آخر فلماذا تراجعنا وخسرنا الكثير وأصبحت معظم طائراتنا مستئجرة وتكبدنا خسائر قد تنهي هذه الشركة وتجعلها من الماضي .
الغريب في حسابات الشركة ان ايرادتها للعام ٢٠٢٢ بلغت ٦١٢ مليون دينار وبنسبة نمو بلغت ٧١٪ عن العام ٢٠٢١ وفي المقابل زادت خساراتها في نفس السنة عن ٧٩ مليون دينار بعد ان نقلت اكثر من ٣ مليون مسافر كل هذه الأرقام الضخمة والقياسية التي حققتها الشركة العام الماضي الا ان خساراتها زادت .
هذه الشركة لها قيمة معنوية في قلوب الأردنيين ويجب المحافظة على هذا الاسم واتخاذ كل ما يلزم لاعادة مسار الشركة بالاتجاه الصحيح فلا نريد بيع الشركة او خصخصتها لكي نشاهدها تحقق بعد ذلك أرباح كبيرة كما حصل في العديد من القطاعات ولكن من يملك القدرة على تصحيح المسار واتخاذ كل ما يلزم من اجراءات لتحقيق أرباح بدل الخسائر ويحقق تقدم بدل التراجع.