ظاهرة هروب الأطفال واختفاء الشباب، ازدادت انتشاراً في الآونة الأخيرة بالأردن، إذ باتت بعض الأسر الأردنية تراقب أبنائها بين الحين والآخر خشية من فقدانهم.
الأكاديمي والباحث الاجتماعي الدكتور حسين خزاعي تحدث لـ"صوت عمان" عن الأسباب التي تؤدي إلى هروب الشباب والأطفال، مشيراً أن الظروف والعوامل الطاردة هي التي تجعل الأبناء، للقيام بالتفكير في مثل هذه الأفعال على مستوى المجتمع.
وأشار أن الشباب في هذا العصر يرفضون الواقع والظروف المعيشية التي يعاني منها الأسر في المجتمع الأردني،لافتاً أنهم يقومون بمثل هذه الأفعال لتغيير نمط الحياة الذين يعيشون به بطريقة أفضل.
وأضاف خزاعي: "جيل الشباب عند وصوله لمرحلة لا يستطيع توظيف قدراته ومهارته الذي يتمتع بها، ويصبح غير قادر على إعالة وسند أسرته، يشعر بأنه أصبح عبء على الأسرة، وخاصة الذين يمتلكون شهادات علمية ،لذلك يقوم بالتفكير في الهروب ، للخروج من الواقع الذي يعيش به".
ولفت أن التقليد للمجتمع الغربي، ساهم أيضا في ذلك، إلا أنه من غير الممكن اتباعهم، كون المجتمع الغربي يختلف بجميع جوانبه عن المجتمع الأردني من عادات وتقاليد، فالمجتمع الأردني يعرف بالترابط والتواصل حتى الشاب المتزوج يبقى على تواصل مع الأهل بشكل دائم، بخلاف المجتمع الغربي ،الذي يكون أساس الحياة هو الاستقلالية لديهم منذ الصغر، "لا نريد أن نأتي بالنمط الغربي لأننا في ظروف محيطة غير مؤهلة"بحسب قوله.
وتحدث الباحث الاجتماعي عن الحلول التي تخفف من هذه الظاهرة قائلاً، "إن دمج الشباب في المجتمع بجميع وسائل الراحة و الطمأنينة لهم يخفف من هذه الظاهرة، لأن الشباب في الأردن لديهم قلق كبير من المستقبل والوضع الاقتصادي، وايجاد فرص العمل" مبيناً أنه وصلت طلبات التوظيف في ديوان الخدمة المدنية إلى ما يقارب 500 ألف منذ سنوات.
وأشار أن 45 % من الشباب الأردني راغبين بالهجرة، لافتاً إلى وجود ما يقارب 5 مليون عربي قدموا للهجرة إلى الخارج العام الماضي، وذلك لأن العوامل المحيطة ليست جاذبة للبقاء بشكل عام.
ولفت إلى وجود أكثر من 75 % من الأسر الأردنية دخلها لا يتعدى 500 دينار، ويعتبر هؤلاء تحت خط الفقر، ومتوسط الزواج أصبح بعمر 27 للأنثى و31 للذكر.
واختتم حديثه، منوهاً أنه لا توجد فرص في الأردن بأن تبدأ من الصفر، فالبيئة الاقتصادية في الأردن غير مؤهلة للشباب سواء بالعمل أو الدخل أو حتى بداية مشاريع، مؤكداً أن نقطة الانطلاق أصبحت معدومة نهائياً.