يعمل مجلس النواب على متابعة مناقشة الموازنة العامة لعام 2023،اليوم الأربعاء، والتي على ما يبدو أنها لم ترتق لرغبات العديد من النواب، الذين اقتصر حديثهم بأن "ما أتى داخل الموازنة هو كوبي بيست عن موازنات سابقة" دون أي تجديد، أو تغيير يلبي الطموح، بالإضافة إلى أن الخطابات الرنانة للنواب أيضاً لم تخرج عن المألوف، والتي غلب عليها مطالبات، لطالما طالبوا فيها وأكدوا عليها ،مثل الفقر والبطالة ومحاسبة الفساد والمديونية والمطالب المناطقية.
الشريط يعيد نفسه من جديد، ويبدو أنه سيستمر في الدوران بأي مناقشة لموازنة الحكومة، إلا أن الملفت هذه المرة، انخفاض وتيرة الهجوم والخطاب العنيف قليلاً، ضد حكومة الدكتور بشر الخصاونة تحت قبة البرلمان، خلال الأيام الماضية، إلى جانب غياب بعض النواب، خلافاً للسنوات السابقة، بالظهور والتحدث أمام الحكومة والمجلس وكاميرات الإعلام، دون معرفة الأسباب؛هل هي تأكيداً بأن الحديث كسابق عهده "لا يسمن ولا يغني من جوع"، أم أنهم اكتفوا بما تحدث به بعض النواب الآخرين، حيث شهدنا العديد من المطالبات والأحاديث التي اعتاد الشارع الأردني على سماعها في كل مناقشة تلو المناقشة، وبعيداً عن أي أثر؛ يعمل على تغيير فكر ونظرة الأردنيين لتلك المناقشات.
خطابات بسقوف عالية وطروحات جديدة، تحدث بها بعض النواب، للمساهمة في توجيه الحكومة صوب حلول عملية ليصبح "واقع القادم أجمل"، كما أنها لم تخلو من توجيه الاتهامات للحكومة، والمطالبة ببعض الخدمات لدوائرهم الانتخابية.
طروحات النواب تركزت على العديد من المواضيع، منها المديونية والعجز والبطالة والفقر والإيرادات والنفقات والضرائب واﻷسعار وفواتير الكهرباء والمحروقات والاستثمار، وغيرها الكثير من المواضيع الهامة والمحورية، والتي طال الانتظار بها لترى النور بالشكل الصحيح.
عشرات الخطابات أُلقيت على مسامع الجميع، ولا زلنا ننتظر المزيد، إلا أننا قد سمعنا مثلها آلاف المرات، في حضور مباشر تحت القبة، وبكافة وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه سيأتي بعدها لرد أطول من كافة الخطابات لنعيد سرد الخطة الحكومية عبر الموازنة، ولربما تحمل في طياتها بعضاً من مطالبات وملاحظات النواب، حتى لا يثار "زعلهم وحردهم"، إلا أن العديد أكد بأن السيناريو ذاته ولا جديد يذكر...