ويلك يا عمر لو تعثرت دابة في العراق لسألني الله عنها :- لما لم تمهد لها الطريق يا عمر؟ أين أنت يا أمير المؤمنين يامن أبت عيناك ان تنام وفي مدينتك أحدهم جائع.
حزينة عليك يا وطني، ما بالك ما عدت تتنفس الصعداء؟ مابالك والمصيبة تلو المصيبة؟ افقدت الأكسجين أم أصبت بعين لعينة أحبتك ولم تذكر الله؟ ما بك بعد ان اشتهرت ببلد الأمن والأمان اليوم خائف حزين؟
حزينة عليك بقدر حبي لك، حزينة عليك بقدر حزن من فقد عزيز، حزينة عليك بعدد ما فيك من دحنون، بعدد حجارة البتراء الوردية، بعدد ما صنعت أيدي النشميات أرغفة الشراك، حزينة عليك بعدد رؤوس الجميد، حزينة عليك بقدر كل ما فيك من جمال.
كنت تسمى بالمجتمع الفتي اليوم الوفاة تلو الوفاة وكلهم من الشباب، كلهم من أجيال المستقبل الذين سيكملون مسيرة آباءهم في بناءك.
من جائحة كورونا الى جريمة فتى الزرقاء ومن ثم الطفل بهاء، سبقها طفل مدينة الألعاب وشهداء البحر الميت، ووفيات الطريق الصحراوي دعنا يا وطني بما نحن عليه اليوم وبآخر أسبوع مررت به، أسبوع حزين لم يمر به يوم الا وقد دمعت فيه عيناك يا وطني، من وفاة الشاب عبد الله العمري الذي ضجت الاردن بخبر وفاته، تلاها بيوم وفاة الشاب جاسر الفراج ثم الشاب عبد الرحمن الطويسي، حادث تلو الحادث، جريمة تلو الجريمة، من جريمة الأب الذي قتل طفلتيه الى جريمة ام تقتل ابنتها ومن ثم الأب الذي أطلق الرصاص على إبنه تلاها جريمة إبن يقتل أمه بعدة طعنات، وهلم جرا...
واليوم أنت بموقف صعب لا ولن تحسد عليه يا وطني، أنت بموقف وفاة عدد من الأشخاص الأبرياء الذين طالتهم أيدي الإستهتار والفساد، أنت اليوم ترتدي الأسود حزين على من فقدت وحزين على أهلهم حزين أنت على من هم على أرضك، حزين على من فيك يأكل من خيراتك ويستغلك لمصالحه الشخصية، حزين أنت على ما تحصد من خذلان.
وطني لا تحزن ففوقك رب كبير قال في محكم كتابه " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون" صدق الله العظيم، ثم أن بضهرك ملك أسد يسندك يا وطني هو عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، هو من يحمل على أكتافه همومك يا وطني هو أول من يربت على أكتافك في محنك.
إرتدي الأسود يا وطني، إرتدي الأسود على من فقدت ومن ستفقد، أرتدي الأسود على من هم أموات على أرضك، لا ترهق نفسك بالعتب واللوم فلقد أسمعت لو ناديت حيا... ولكن لا حياة لمن تنادي.
"رحم الله وفيات السلط اللهم أرحمهم وارزق أهلهم الصبر والسلوان"