كرست القاهرة والدوحة المصالحة بينهما خلال زيارة أمير قطر إلى مصر الجمعة والسبت، وهي الأولى منذ إعادة العلاقات بين البلدين العام الماضي بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي السبت، إنه تم "التوافق" خلال المحادثات بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي على "تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات (...) إلى جانب تعزيز تدفق الاستثمارات القطرية إلى مصر".
وأكد أمير قطر في تغريدة عقب مغادرته القاهرة بعد الظهر أنه بحث خلال اجتماعه مع الرئيس المصري "سبل تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك لدعم أمن المنطقة والعالم".
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن زيارة الأمير تميم "تجسد ما تشهده العلاقات الثنائية من تقدم وترسيخ لمسار تطويرها".
وشدد راضي على "ترحيب" مصر وقطر بـ"القمة المرتقبة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة" التي ستعقد في جدة خلال زيارة الرئيس الأميركي جو يايدن إلى المنطقة في منتصف تموز/يوليو المقبل.
وأشارت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إلى احتمال أن تتخذ دول عربية أخرى خطوات نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، وذلك بعد عامين من تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.
وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف الأربعاء خلال جلسة استماع برلمانية "نعمل في الكواليس مع بعض الدول الأخرى" غير تلك التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل بموجب "اتفاقيات أبراهام" التي رعاها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2020.
وأضافت "أعتقد أنكم سترون أشياء مثيرة للاهتمام خلال زيارة الرئيس" المرتقبة إلى إسرائيل والسعودية حيث من المنتظر أن يشارك بايدن في قمة مجلس التعاون الخليجي".
وتؤكد إدارة بايدن أنّها تريد توسيع "اتفاقيات أبراهام" التي قادت دولاً عربية إلى الاعتراف بإسرائيل.
وتتجه الأنظار حاليا إلى السعودية التي يُقال أحياناً إنّ ولي عهدها محمد بن سلمان منفتح نسبيًا على تطبيع العلاقات.
وأعلن البيت الأبيض أنّ بايدن سيسافر من إسرائيل إلى جدة في رحلة مباشرة، وهي سابقة اعتُبرت خطوة تاريخية.
ويأمل البعض في تحقيق مزيد من التقدم خلال الزيارة الرئاسية.
وقطعت مصر علاقاتها مع قطر في حزيران/يونيو 2017 إلى جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين بعد أن وجهت القاهرة اتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي أطاح بها الجيش المصري من السلطة في العام 2013.
وفي كانون الثاني/يناير 2021 أعادت الدول الأربع علاقاتها مع قطر.
وأعلنت قطر نهاية آذار/مارس أنها ستستثمر أكثر من 4.5 مليارات دولار في مصر التي عانت مشكلات اقتصادية بسبب جائحة كورونا وتفاقمت تلك المشكلات إثر الحرب الروسية على أوكرانيا ما دفع القاهرة إلى خفض قيمة عملتها بأكثر من 17% قبل شهرين.
كما وقع العملاق القطري "قطر إنرجي" في التوقيت نفسه اتفاقا مع شركة "إكسون موبيل" يستحوذ بموجبه على 40% من حصتها في حقل تنقيب في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية