نفذ عدد من مزارعي وادي الأردن، أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية بالقرب من مثلث الجوفة في الشونة الجنوبية، وذلك احتجاجاً على قيام وزارة الزراعة بإغراق الأسواق المحلية بالموز المستورد، وخاصة "الإكوادوري".
وأكد المحتجون في الوقفة الاحتجاجية، أن الموز المستورد متوفر وبكميات كبيرة، مشيرين إلى وجود جهات مستفيدة من الاستيراد، لافتين إلى تجاهل وزارة الزراعة لمطالبهم بوقف الاستيراد وحماية المنتج المحلي، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والتي أثقلت كاهل المزارع الأردني بشكل كبير.
وحذروا من استمرار وزارة الزراعة بفتح الأبواب أمام استيراد الموز بشكل كبير، مؤكدين بأنه يؤثر بشكل سلبي على المزارع الأردني ويسبب خسائر كبيرة لهم نتيجة تدني أسعار بيع الموز، وارتفاع كلف الانتاج، مطالبين بإعادة الرسم النوعي، الذين أكدوا بأنه يحمي المزارع.
بدوره أشار رئيس جمعية مزراعي الموز في وادي الأردن، سليمان العدوان، أن الوقفة الاحتجاجية التي نفذها المزارعين، تحمل معاني ورسائل كثيرة، من أهمها مطالبة الحكومة بتنفيذ الرؤى الملكية والتوجهات لحماية المزارع ودعمه، مؤكداً أن المزراع الأردني تحمل الكثير من الأعباء، ويحتاج لوقفة جادة من قبل الجهات الرسمية لحمايته وحماية المنتج المحلي.
وأكد العدوان أن انتاج الموز المحلي يغطي حاجة السوق بشكل كامل وبكميات كافية، مشيراً إلى أن السیاسة الإغراقیة للمنتجات المستوردة، تؤثر سلباً على أسعار المنتج المحلي، ما یلحق الخسائر بالمزارعین، الذین یعانون أصلا من مصاعب كبيرة، مؤكداً على أهمية إعادة الرسم النوعي لمادتي الموز والتمور، كونها تحمي المزارع.
وطالب بوقف منح تصاريح الاستيراد لحماية المنتج المحلي الذي بات يعاني من تدني الأسعار مقارنة مع الكلفة الانتاجية وتعرض كميات كبيرة منه للتلف، لافتاً إلى تعرض المنتجات لأكثر من موسم للعديد من التحديات التي أثرت على الانتاج المحلي.
وأشار العدوان إلى أن مزارعي الموز يعانون كثيراً جراء التوسع بمنح تصاريح الاستيراد، لافتاً أنها تضر المنتج المحلي والمزارع الأردني لتصب في مصلحة فئة محدودة من المستوردين.
وقال الناطق باسم جمعية مزارعي الموز في وادي الأردن محمد أبو الطبيخ أن مزارعي الموز يتعرضون لخسائر كبيرة جراء استمرار منح تصاريح الاستيراد، بالرغم من كفاية المنتج المحلي لتلبية متطلبات الأسواق.
وأكد أبو الطبيخ أن المنافسة بين الموز المحلي والمستورد غیر عادلة، لارتفاع كلف الإنتاج، مما كان له الآثار الاجتماعية، التي بدأت تنعكس سلباً على مئات الأسر الأردنية، والتي تعتمد بشكل كامل على زراعة الموز.
واعتبر أبو الطبيخ أن إغراق السوق بالموز المستورد "الاكوادوري" سيؤدي الى تدمير القطاع، " كل مناشدات التي قمنا بها لوزارة الزراعة من أجل وقف السماح باستيراد الموز لم يلق لها أي تجاوب" بحسب قوله.
وأشار المزارع بكر العدوان، أن حال المزارع أصبحت يرثى لها، لما يعانيه من تحديات وصعوبات أثقلت كاهله، وأصبح غير قادر على الاستمرار في الزراعة، مشيراً أن ما يحدث ألحق بهم خسائر كبيرة، وزاد معاناتهم نتيجة تراكم الخسائر والديون، محذراً أن استمرار الوضع على ما هو، يشكل انتكاسة لمزارعي مناطق الأغوار، الذين يعتمدون كليا في معيشتهم على زراعة الموز.
بدوره قال زياد العدوان أن عدم حماية المنتج المحلي سيدخل المزارع الأردني في دوامة خسائر كبيرة وسيشكل ضربة قاضية لزراعة الموز، مطالباً بضرورة إعادة الرسم النوعي لما يشكل حماية كبيرة للمنتج المحلي، لافتاً إلى أن ما يحدث سيكون له تبعات وخيمة، ويسبب زيادة في نسب الفقر والبطالة بالمنطقة.
وأكد المزارعون أن الاستمرار في إغراق الأسواق بالموز المستورد سيؤدي إلى زيادة الأعباء والتحديات في وجههم في ظل الارتفاع الكبير لمدخلات الإنتاج، مؤكدين أن الاضرار بالمنتج المحلي سيؤدي إلى كارثة حقيقية؛ من أهمها عزوف المزارع عن زراعة الأراضي للمواسم المقبلة.