خلال رحلة مكافحة فيروس كورونا، تعرفنا على العديد من صفات جهاز المناعة وخواصه، واهتم العالم بشكل كبير بالأجسام المضادة التي تفرزها الخلايا البائيةB-cells)) والتي يمكنلبعضها الارتباط بالفيروس والحد من قدرته على العدوى، إلا أن الباحثين ذكّروا مراراً وتكراراً بأهمية خلية مناعية أخرى تسمى الخلية التائيةT-cell)) المعروف عنها أنها أقل تأثراً بالطفرات التي تراكمها المتحورات في البروتين الشوكي وبقدرتها العالية في القضاء على الخلايا المُصابة بالفيروس وعلى تحفيز الخلايا المناعية الأخرى على العمل، بما فيها الخلايا البائية. إلا أنه وللأسف لم تتوفر، وحتى وقت قريب؛ أي فحوصات لقياس نشاط الخلايا التائية في الأردن على نحو روتيني للمرضى أو متلقيي المطاعيم، لتقييم مدى فاعلية هذه الخلايا داخل أجسامهم وقدرتها على حمايتهم من الإصابة الشديدة أو طويلة الأمد.
ولقد صدرت للتو بعض النتائج الأولية لدراسة يقوم بها قسم الأبحاث العلمية لمختبر بيولاب، لتقييم مدى فاعلية المطاعيم المختلفة المعمول بها في الأردن، في تنشيط الخلايا التائية المختصة بمجابهة فيروس كورونا ومدى تأثير الجرعة المعززة الثالثة على هذه الخلايا المحورية في مجابهة العدوى وتخفيف الأعراض والمدة الزمنية للإصابة.
وأوضح رئيس قسم الأبحاث العلمية الدكتور عيسى أبودية بأن المرحلة الأولى من الدراسة تضمنت 20 مشاركاً أردنياً، مرَّ على تلقيهم جرعتي إحدى اللقاحات المتوفرة في الأردن (إما فايزر أوسينوفارم أو أسترازينيكا أو سبوتنيك) من 6-9 شهور ولم يصابوا بفيروس كورونا من قبل وكانوا على وشك أخذ الجرعة المعززة.
ومن الجدير بالذكر، أنه ومن خلال هذه الدراسة تمكن مختبر بيولاب الطبي، ولأول مرة في الأردن، من إدخال فحص متقدم لقياس نشاط الخلايا التائية من خلال قياس قدرتها على إفراز بروتين مناعي محفِّز (سايتوكاين) يُدعى "إنترفيرون جاما".
وفي تفاصيل نتائج الدراسة الأولية، أفاد الدكتور أبودية بأن البيانات تشير إلى أن الخلايا التائية كانت ما تزال نشِطة حتى بعد مرور ستة أشهر على الجرعة الثانية عند متلقيي لقاحي فايزر وأسترازينيكا، بينما لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لمتلقيي لقاحي سينوفارم وسبوتنيك، مشيراً إلى أهمية إعطاء الشريحة الأخيرة أولوية في أخذ الجرعة المعززة لتفعيل الخلايا التائية لديهم، لمواجهة الفيروس بمتحوراته المختلفة بنجاح أكبر.
وأكد د. أبودية على أن هذه النتائج أولية، وبأن العمل جارٍعلى إدراج أعداد أكبر من متلقيي المطاعيم المختلفة في الدراسة ، كما أوضح أن كل مشارك سيجري فحص نشاط الخلايا التائية مرتين: الأولى قبل أخذ الجرعة المعززة والثانية بعد مرور أسبوعين إلى ثلاثة على تلقيها، وذلك لتقييم أثرها على تحفيز الخلايا التائية. هذا وسيتم الإعلان عن النتائج المتعلقة بهذا الشأن حال صدورها في الأسابيع القادمة، لافتاً بأن هذه الدراسة تساعد على تقييم المطاعيم بصورة أكثر شمولية من خلال قياس قدرتها على تحفيز الخلايا التائية، بدلاً من الاعتماد على نتائج فحص الأجسام المضادة فقط وهو أمر غير كافٍ، على حد تعبيره.
المؤسس والمدير التنفيذي لمختبر بيولاب الطبي الدكتور عميد عبدالنّور، أشار بأن مختبر بيولاب الطبي -بفضل هذه الدراسة- أضاف فحصاً نوعياً جديداً إلى رصيد قطاع الطب المخبري، سيكون ذا أهمية لمتلقي اللقاحات ولمن تعرضوا لإصابات سابقة على حد سواء.
وقال د.عبدالنور بأن تلك الدراسة مستمرة، وأن المرحلة الثانية منها المعنية بقياس قدرة الجرعة المعززة على تنشيط الخلايا التائية عند متلقيها، سيشكل قاعدة علمية يمكن الاستناد إليها لتدعيم الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة الأردنية وخلية الأزمات في جعل المطاعيم بجرعاتها المختلفة في متناول يد الجميع.
ويعتبر مختبر بيولاب الطبي من الرواد في حقل التشخيصات الطبيةوالفحوصات المخبرية، حيث يقدم خدمة توفير أكثر من 700 نوع من الفحوصات الطبية، سواءً للأفراد أو الأطباء أو المستشفيات والمختبرات الأخرى في شتى أرجاء منطقة الشرق الأوسط. وفي الأردن، تتوزع فروع بيولاب العشرون في مناطق هامة ومختلفة من المملكة.
كما ينفرد بيولاب بكونه المختبر الوحيد في المنطقة الحاصل على الاعتمادية من أربعة هيئات اعتماد دولية لضمان الجودة، وتتمثل في اعتماد كلية علم الأمراض الأمريكيةCAPواللجنة المشتركة الدوليةJCI، وشهادةISO 15189المقدمة من نظام الاعتماد الأردنيJASللخدمات الصحية المميزة، واعتمادية مجلس اعتماد المؤسسات الصحيةHCAC.