بلادنا العظيمة على ابواب مئوية جديدة، تواجهنا فيها تحديات عديدة نوعية جديدة، تستدعي تفكيرا جديدا ونخبة متجددة.
من معان العز، محفوفا ب»أهل الجردا» ومن مضيف مخولي الشيخ هشام الشراري، يعلن الملك الغالي الحبيب أنّ «عنوان المرحلة المقبلة هو تحديث الدولة وتطويرها في كل المجالات والتركيز على الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية».
في هذا الظرف الدولي الدقيق المواتي الصديق، الذي يتميز بإدارة امريكية لا تتآمر علينا كما فعلت الإدارة السابقة الساقطة، بل تقف معنا برئيسها المتزن جو بايدن ومدير مخابراتها الخبير وليام بيرنز، محب بلادنا الذي يعرف ويقدر اهمية استقرارها.
في هذا الظرف الاقتصادي الدولي والاقليمي والوطني الخانق، (50 % بطالة)، تشتد الحاجة إلى أبناء الأردن أهل النصح الأمين والرأي الشجاع والنزاهة والقوة والأمانة. وهمو كثرُ.
تستقر في قاموس الإصلاح الإنساني بقوة، قيمةُ «النزاهة».
إنها مصطلحٌ عميق يحمل كل الخير ويحتاج الى جهاد وطِراد وعتاد لإعادته الى سكته بعد ازالة الصدأ عنها.
ومن مصطلح النزاهة تتناسل جملة من المصطلحات والقيم كالمساواة والعدالة الإجتماعية (وسيلتنا لمكافحة البطالة والفقر). وانتهاج مكافحة نوعية جدية جديدة مختلفة لآفة الفساد. ومكافحة آفات اخرى كالواسطة والزبونية والجهوية والاقليمية والطائفية والتمييز ضد النساء.
ومن تمام النزاهة ان تتوقف ماكينة تصنيع النخب وتخليق القيادات والشخصيات الهزيلة
وخاصة في الإنتخابات !!
وكنت مبكرا قلت «إن نزاهة الإنتخابات أهم من قانونها».
ويبرز ههنا مصطلح الإنفتاح الذي هو من صميم العدل والحق والخير.
والإنفتاح المرتجى المقصود ان يكون على القوى السياسية الدستورية الأردنية، بلا تمييز
وبلا إدناء او إقصاء. والانفتاح على كل شعوب العالم ودوله.
وتبرز مصطلحات ظلت دعوات المساجد تطالب بها منذ اكثر من 14 قرنا: «اللهم ارزق ملك البلاد البطانة الصالحة، التي تريه الحق حقا وترزقه اتباعه وتريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه».
اما البطانة الطالحة فلا خير ولا نفع يرتجى منها.
ويتكامل مع البطانة الصالحة، اصطفاء المستشار القوي الأمين.
وسنظل نقول: «قوّي ضعيف حلالك و لا تقوّي ضعيف رجالك. ضعيف حلالك إنْ قويته بتوكله وضعيف رجالك إنْ قويته بوكلك».