2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

بل سلام على الأمن العام حامي الاستقلال

{clean_title}
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
صوت عمان :  


طبعا نكاية بخطاب السلامات الذي ينتشر، لا أخفي القصد، والله دوما من ورائه، وبقدرته ومشيئته تظفر الأوطان برجال وطن، حماة له، رعاة لأمنه، جنود لمنعته وسيادته واستقراره واستقلاله، فمنهم ولهم وعليهم السلام والأمن .

لا أحد ينكر أو يقلل من أهمية واجب الأمن العام، رغم سهر الجريمة والشر والحقد الدفين على التقليل والانكار.. وقبل أيام، حين بزغ على العرب فجر مفعم بالأمل، كعادته، عبر الشعب الأردني عن فرحه وصدق وقداسة مواقفه مع أمل تحرر فلسطين وشعبها ومقدساتها، واستعادتها جميعا من المحتل المجرم، وشاهدنا وفودا من الشباب الأردني يتوافدون بأعداد كبيرة جدا الى حدودنا مع فلسطين المحتلة، في مشهد يعزز قناعتنا بالخير الكثير والصدق الكبير المتأصل في نفوسنا كأردنيين، ملتزمين (خلقة) بفلسطين والعرب والامة وبالعدالة والقيم الإنسانية الحرة، وقد ظهرت لوحة أخرى من لوحات نضوج جهاز الأمن العام، وقدرته على توصيل الرسائل الوطنية والأمنية، لتكون سهما آخر في كنانة الشعب الفلسطين على طريق التحرير.

الرسالة الوطنية التي أوصلها جهاز الأمن العام بأقصر الطرق، ظهرت محترفة وتحمل كل معاني الالتزام بالسياسة الأردنية الملتزمة بفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها، وكان العدو المجرم وجهات أخرى كثيرة وما زالت تبطن شرا للأردن ولشعبه، وتستغل مثل هذه الأحداث، لتفتعل أزمات وصدامات على حساب الأردن ومواقفه المشرفة، لذلك حاول المحاولون سرقة الموقف الاردني الشعبي والرسمي التضامني الكبير، وكانت محاولة بائسة فاشلة لم تثبت أمام نصاعة ووطنية ونضوج الصورة والفكرة التي أدار بها الأمن العام هذا الحدث على الحدود، فرأينا مواقف تضامنية مع الناس، أبطالها رجال الأمن العام، حين عملوا على رعاية هذه الحشود، فكان الموقف بمثابة رسالة نوعية كبيرة، وصلت الى الطرف الآخر بقوة، وأكدت الموقف الأردني التاريخي من فلسطين وشعبها.. صورة لم يكن يحلم بها الكيان الغاصب أن تظهر على الجبهة الشرقية لحدود فلسطين، ورسالة بليغة جدا، لم يصلهم مثلها منذ معركة الكرامة، جاءت مخالفة لما راهنوا او توقعوا وفعلوا من أجله، وهو فشل الأمن في التعامل مع الجماهير الغاضبة، أو افتعال أحداث تقلب الجهود الأردنية الكبيرة لتكون أزمة داخلية بين الأمن بل الدولة والشعب.

الأمن العام (الوطني)، وبعد عملية الدمج التي نفذها مديره الحالي اللواء حسين الحواتمة، أصبح أكثر براعة في ترجمة توجهات الدولة الأردنية الأمنية والإدارية والسياسية، ولا أتحدث على صعيد مديرياته فقط، وترجمتها لتوجيه جلالة الملك للتخفيف على المواطنين وتحسين الخدمة ومحاربة البيروقراطية، بل أتحدث عن الخدمة الشاملة التي أصبح يقدمها هذا الجهاز في الميدان، وحين تتلقاها كمتابع او مواطن، تشعر بأنها تتضمن حزمة رسائل، كما تتضمن حزمة من الخدمات، كان المواطن يتلقاها بطريقة فردية بناء على اختصاص كل مديرية واستقلالها عن الأخرى.

تجلى مفهوم الخدمة الشاملة وحزمة رسائلها ونتائجها الإدارية النوعية في مواقف ميدانية كثيرة، وكمثال عليها ما يقدمه الدفاع المدني ورجاله.

كان الدفاع المدني قبل الدمج يتحرك بموجب طلب المواطن أو الجهات المعنية، حين يستدعي الحدث اسعافا او انقاذا للناس وممتلكاتهم، وكانت عملية شاقة او غارقة بالتفاصيل على الجهاز، وعلى الجهات التي تحتاج كوادره لعملية انقاذ أو إسعاف أو إنقاذ ممتلكات من حريق، أو غرق أو انهيار أو أي خطر طارىء، لكننا اليوم وفي أغلب الحوادث والأحداث والمواقف الأمنية الميدانية، نجد الدفاع المدني متواجدا بكامل جهوزيته وآلياته وكوادره من المسعفين والمنقذين وغيرهم، متمما للخدمة الأمنية الشاملة، التي يقدمها جهاز الأمن الوطني منذ عملية دمجه، وهذه واحدة من الصور الاحترافية الوطنية التي رأيناها في احتجاجات الأردنيين على الحدود الغربية، وفي ظروف جوية وجغرافية ونفسية صعبة، ولولا تواجد الدفاع المدني لسجلنا حوادث مؤسفة وقعت على المواطنين بفعل الإجهاد وحرارة الشمس.. وهذا جهد في انقاذ المواطنين وحمايتهم، قدمه الجنود الأوفياء في مكانه وزمانه، فأكمل رسالتنا الأردنية الوطنية، التي لم يتوقعها بل كان يراهن على فشلها كثيرون، لا يريدون للأردن أن يستمر في دوره السياسي الكبير تجاه فلسطين وحقوق شعبها، وتجاه مقدسات الأمتين المسيحية والاسلامية.

فهل معي حق باختيار هذا العنوان لمقالتي؟

لا أطلب موافقة أحد فهذه قناعتي ورأيي، فكل السلام لهؤلاء الرجال الذين سبقونا دوما في ترجمة معاني الاستقلال وفي حمايته وحمايتنا.