بدون مقدمات وتعليقا على ما جرى ويجري على أرض فلسطين المقدسة من هبّة شعب يدافع عن شرف الامة ومقدساتها بدمائه الزكية ، بعد أن عاث الاسرائيليون فسادا واقتحموا الاقصى المبارك في ليال العشر الاواخر من رمضان المبارك ويكملون اعتداءاتهم على الاطفال والنساء والمدنيين في غزة هاشم وجميع أراضي فلسطين الطاهرة .. أقول :
1- لقد « انقلب السحر على الساحر « فقد أرادها نتنياهو خطوة تقربه كثيرا من استعادة هيبته وهيبة كيانه وبما يساعده على استعادة كرسي رئاسة الوزراء فيما لو أعيدت الانتخابات للمرة الخامسة ، فاذا بالمعادلة تنقلب عليه بمقاومة لم يتوقعها لتزيد من حرجه داخليا وخارجيا وتؤكد هشاشة الكيان وكذبة قوته العسكرية وفشل « القبة الحديدية « وما انفق على كل تلك المنظومة العسكرية من ملايين او مليارات وقفت عاجزة امام مقاومة «الحجر» أو حتى بصواريخ يقدر ثمن الواحد منها بنحو ( 300 دولار ) مقابل ( 50 الف دولار ) لكل صاروخ مضاد تطلقه « القبة الحديدية « !
2- راهنت اسرائيل على أن « الاقصى والقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية « قد انطفأت شعلتها لدى المسلمين والمسيحيين ، ليفاجأوا بأن « تحت الرماد وميض نار ..» فتداعى الجسد العربي والاسلامي وشرفاء العالم للوقوف في وجه الاعتداءات الاسرائيلية السافرة تجاه قدس الاقداس فهب الفلسطينيون جميها من اقصى الشمال لادنى الجنوب ، ولاول مرة في مناطق ما يسمى بعرب الـ48 ، دون استثناء .. من حيفا ويافا وعكا واللد وغيرها .. اضافة الى الحراك العربي المشرّف وتحديدا هنا في أرض الحشد والرباط أردن الكرامة والعزّة ، وبتناغم الموقفين الرسمي والشعبي ، وبصوت مسموع للعالم كله بأن القدس والاقصى وفلسطين خط أحمر .
3- في يوم واحد ( الجمعة ) انطلقت مسيرة شعبية حاشدة على الحدود الاردنية مع اسرائيل ، ومسيرة من جنوب لبنان ، و3 صواريخ انطلقت من سوريا ( وفقا للاعلام الاسرائيلي) ..هي رسائل بلا شك بان الفلسطينيين ليسوا وحدهم ، وعلى اسرائيل ان توقف اعتداءاتها فورا .
3- بصورة او باخرى ما جرى ويجري على الساحة الفلسطينية أعاد القضية الفلسطينية على راس اولويات الادارة الامريكية التي لم تكن ضمن أولوياتها في هذه المرحلة ، فالقضية الفلسطينية ومنذ عهد ترامب وصفقة القرن المزعومة تراجعت اهميتها لدى الادارة الامريكية ولكن ما يجري جعل الرئيس بايدن يتابع ويتصل شخصيا وتتحرك المؤسسات الامريكية الفاعلة من الخارجية والبنتاغون ويتم ارسال مبعوث خاص وتجرى اتصالات « وساطة « من اجل التهدئة ، حتى مع تأخير اجتماع مجلس الامن ليوم الامس « الاحد « لتمكين اسرائيل من حسم شيء على الارض ولكن كل ذلك لم يكن ولن يكون ، والتحرك الامريكي يؤكد ان اسرائيل في ورطة وان البحث جار من أجل ايجاد حل يمكن اسرائيل من « النزول من على شجرة « الحرج العالمي .
4-مواقف الدول باتت اكثر انكشافا بتملقها وانحيازها المؤسف لكيان يتجاوز كل القوانين والاعراف الدولية ومبادئ حقوق الانسان والحريات التي ينادي بها المجتمع الدولي ومع ذلك يساوون بين المعتدي والضحية ويدافعون عن حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها وكأنّ اطفالنا ونساءنا وشيوخنا بل وارواح الفلسطينيين ومساكنهم وارضهم لا دية لها ولا حق لهم لا بالدفاع عن أنفسهم ولا مقدساتهم وارضهم .
5- بعيدا عن حسابات الربح والخسارة في حرب غير متكافئة بين كيان يصنّف انه اقوى قوة عسكرية في المنطقة وبين شعب يدافع عن وجوده بروحه ودمه وبما أوتي من وسائل الدفاع عن النفس ، فان الخسائر المعنوية والاعلامية - مهما حاولوا تزوير الحقائق - اضافة للخسائر الاقتصادية جراء شلل الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية وتعطل المطارات والقطارات وكلفة الطائرات والصواريخ وغيرها التي تقدر بمئات الملايين حتى الآن ، اضافة لتحذير وكالة « فيتش « للتصنيف الائتماني امس الاول بأن ما يجري سيؤثر على « التصنيف السيادي لاسرائيل « .. كل ذلك يؤشر على ان ارواح الابرياء الفلسطينيين لم تذهب سدى .
6- كل ما جرى ويجري يؤكد بانه نتيجة التعنت الاسرائيلي وعدم الاستماع لصوت العقل الذي يمثله الاردن في سياسته الخارجية بقيادة جلالة الملك الذي حذّر ويحذر بان عدم الوصول لحل عادل وشامل للقضية المركزية التي تمثل خطا احمر لنا جميعا سيبقي على التوتر وعدم الاستقرار وسيغذي الارهاب في المنطقة و العالم .
7- التطورات على الارض مهمة جدا ،ويجب البناء عليها من خلال الدبلوماسية الخارجية الاردنية والعربية للضغط اكثر على المجتمع الدولي لانقاذ الشعب الفلسطيني .. صاحب القرار الاول والاخير في تقرير مصيره « ثابتون على الحق .. لا يضرهم من خالفهم « .