2024-11-27 - الأربعاء
00:00:00

آراء و مقالات

أقل القليل

{clean_title}
عصام قضماني
صوت عمان :  

أزمة غزة الاقتصادية والاجتماعية أزمة متراكمة قبل وخلال وبعد العدوان الإسرائيلي المستمر وإن كانت تطورات الأحداث الأخيرة المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي عليها ستفاقمها، فالحديث قبله كان يدور عن انهيار وشيك، وأثار الحصار تمثلت في بطالة لامست 70% وفقر تجاوز 80% وتوقف شبه كامل للعمل في نحو 75% من المؤسسات.

هل تذكرون خطاب الملك التاريخي أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين بتاريخ 7 آذار 2007 كان صرخة أطلقها الملك حين قال «عليّ أن أتكلم، فلا أستطيع التزام الصمت».

في كل مرة يعود فيها الملك الى الولايات المتحدة وإلى منابر القرار العالمي كانت فلسطين تتصدر جدول الأعمال.

٧٢ عاما من الحرمان الفلسطيني إذن يتلخص اليوم في الذبح والعقاب الجماعي الذي يجري في غزة، وفي الضفة وغياب الحقوق في مدن فلسطين عام ٤٨ وتبدد الآمال بأن يحظى الإنسان الفلسطيني بفرصة في حياة طبيعية يلتفت فيها لبناء مستقبل طبيعي.

من بين نحو أربعة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، هناك نحو مليونين ونصف فلسطيني يعيشون تحت خط الفقر، ومستويات الفقر تكاد تصل إلى أكثر من 70% والسبب بوضوح هو غياب الحل العادل والشامل الذي يضمن الحقوق.

الفلسطيني الانسان في غزة، وفي الضفة وفي عموم فلسطين اليوم هو الأهم وهو من يحتاج الى كل يد تنجده وإلى كل عون يبتعد عن التنظير والصخب السياسي وهو أقل ما يمكن تقديمه لأبناء الشعب الفلسطيني الصابر والجريح.

وكما أن الأمر يحتاج الى مبادرة عربية جادة تعوض أبناء القطاع وأبناء فلسطين سنوات الصبر والحرمان، العدوان يجب أن يحمل مسؤولية الدمار الذي أصاب البنية التحتية والخدمات والانتهاكات الأخلاقية التي ستنتج أوضاعا نفسية واجتماعية صعبة.

الحرب على الفلسطينيين ستخلف خسائر كبرى في الأرواح وفي البنى التحتية والخدمات، فإذا كانت الضغوط والمحاولات السياسية لا تسعفهم فليس أقل من دعم مادي يغيثهم لكن بلا شك بأن الخسائر المادية والمعنوية والبشرية في هذه الحرب ستضاف إلى رصيد الخسائر والدمار من الحرب السابقة

الجهود الدولية تتجاهل باستمرار الحاجات الأساسية للإنسان الفلسطيني ليس في ظل حرب وعدوان ودمار فحسب بل مع استمرار تداعيات غياب الحل في قضية لم تطاولها قضية ظلما وتجاهلا، فهل تلتفت المؤسسات الدولية الاقتصادية والإنسانية لمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة على مواجهة الدمار في ظل الحديث عن أزمة انسانية ستهدد القطاع وستظهر نتائجها فور توقف العدوان.

إغاثة غزة لا تتم عبر تبرعات فردية من هنا وهناك على أهميتها إنما عبر جهد حكومات ومؤسسات رسمية وأهلية عربية ودولية وهو أقل القليل.