2024-11-27 - الأربعاء
00:00:00

آراء و مقالات

أوقفوا هذا الهراء

{clean_title}
عصام قضماني
صوت عمان :  

تتسابق الوزارات والمؤسسات ذات الصفة الرقابية على نشر اخبار الإغلاقات والاتلافات باعتبارها اهم انجازاتها اليومية.

وكأن هذه الوزارات والمؤسسات متفرغة فقط لهذه المهمة فلا اعمال تبرزها ولا انجازات تتحدث عنها وكأننا في ماراثون للغذاء الفاسد
والمخالفات الصحية، وأضيف أخيرا عنوان كورونا..!.

هذه تسارع إلى الإعلان عن إتلاف معلبات منتهية الصلاحية وتلك تبروز خبرًا عن اعدام اسماك أو لحوم فاسدة واخرى تنشر صورا تتخلص فيها من تمور وتحرص رابعة على نشر خبر مصادرك عصائر غير صالحة بالبنط العريض.

مرة وألف.. أين إنجازاتكم لتطوير عمل مؤسساتكم ووزاراتكم لتقديم خدمة افضل للمواطن وأين هي خططكم وبرامجكم لمواجهة تداعيات كورونا في جانبها الاقتصادي، وأين هي مبادراتكم للتكيف مع المتغيرات الكبيرة التي فرضتها ازمة كورونا في اعمالكم وخدماتكم؟

أي رسالة تريدين من هذه الاخبار التي تزدحم بها صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية وشاشات التلفزة والشبكة العنكبوتية؟. سوى نشر صورة واحدة فقط هي أن غذاءنا فاسد وأن تاجرنا غشاش وما الحكمة من تعميم انطباع في الداخل والخارج بأن هناك فلتان!! هذا الهراء لا ينتج سوى التشكيك والعجز!.

ما الفائدة من نشر هذه الاخبار بينما بالامكان أن يتم كل هذا الجهد بصمت فما هو الا عمل روتيني لدائرة من عدة دوائر اخرى لها مهمات يفترض انها اكثر انتاجا بينما تحرص هذه الوزارات والمؤسسات على تضمينها تقاريرها السنوية كافضل انجازاتها ويرددها الوزراء والمدراء في كل بيان ومؤتمر صحافي وتصريح 

هل نسيتم كم من الجهد بذل لاقناع دولة شقيقة لرفع حظر استيراد خضارنا بسبب خبر على هذه الشاكلة!

لى الإعلام أن يترفع عن نشر هذه الأخبار، وأن يردها على اصحابها !!.

لا نقلل من أهمية الرقابة فصحة المواطن هي الأساس، لكننا نحث أجهزة الرقابة على ان تعمل بصمت وقبل ذلك ان تعمل تحت مظلة واحدة إذ ليس من الصواب أن تعمل هذه المؤسسات مثل جزر معزولة، لكل منها رأي وقرار، فما يحتاج اليه التاجر والمورد هو مرجعية واحدة تتحمل مسؤولية قرارها في مواجهة المورد والتاجر معا وأهمية وجود ألية تعفي الرأي العام من هذا الدوار ومن عبء الجدل وتؤسس لعمل مهني غير استعراضي ولتفاهم مؤسسي واضح وآلية فنية ومهنية توحد القرار الرقابي ومرجعياته ليصب في نهاية المطاف في مصلحة المستهلك وصلاحية المواد

لم نسمع في أي من بلاد العالم بمثل هذه التسابق الاستعراضي الذي تتجاذب الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل فيه فيض من التصريحات المتناقضة بنهم فالرقابة المنتجة هي التي تتم بصمت ودون إثارة إعلامية ولا ضجيج ولا تحشيد..