ان المكارم من اَهلها ليست مستغربة فهو نهج الهاشميين على مر الزمان، كيف لا ورسولنا صلى الله عليه وسلم في فتح مكة وبكامل القوة والقدرة على معاقبة من اذوه وحاصروه وطاردوه، قال (يا معشر قريش ماذا تظنون اني فاعل بكم .... فكان جوابهم "اخ كريم وابن اخ كريم". فقال عليه الصلاة والسلام قولته المشهورة "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
اليوم، وعلى نفس النهج جاءت مكرمة سيد البلاد حفظه الله ورعاه، بالعفو عن ابناء هذا الوطن ممن غرر بهم وانصاعوا لما لم يفكروا به، نعم... فإنها مكرمة الكبار لأبنائه الذين غرر بهم، ولم يدركوا نتائج الفتنة.
وُصفت الشريعة الإسلامية بأنها حنيفية سمحة، كما قال عليه الصلاة والسلام " بعثت بالحنيفية السمحة"، أي السهلة الميسّرة، حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل، مما يدل على رفع الإصر والحرج فيها والبعد عن التشدُّد.
ونجد ان قيم ثقافة التسامح تعمل على تحقيق التآزر والمحبة والتعاون والألفة والانسجام، ومساعدة الفرد في تحمل المسؤولية من اجل الوقوف بوجه مشاكل الحياة الاجتماعية، اذ انها تنمي مشاعر الإحساس الاجتماعي بالمجتمع.
وقد عبر ديننا عن التسامح في القرآن الكريم بأربعة مصطلحات: العفو والصفح والغفران والإحسان. فالتسامح معنى فوق العدل، الذي هو إعطاء كل ذي حق حقه، أما التسامح فهو بذل الخير دون مقابل، من قبيل الإحسان الذي يمثل قمة البر وذروة سنام الفضائل.
ومن هذا المنطلق آن الاوان بنا لإعادة تحليل ودراسة الحدث والاستفادة منه لبناء الوطن ولرسم استراتيجياتنا بكل قوة وعزم وكل شفافية. وإصلاح ومحاربة الفساد من جذوره ومحاسبة كل الفاسدين.
فالأردن يستحق الأفضل ....
شكرا جلالة الملك المعظم وبوركت جهودكم الطيبة لتمر هذه الغيمة بسلام، فالشجرة لا تحجب ظلها حتى عن الحطاب.