يقدّم الخبراء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، جزء من مبادلة للرعاية الصحية، نصائح صحية عملية،
قبل حلول شهر رمضان المبارك، ليتلافى الصائمون المشاكل الصحية الشائعة، في هذا الشهر الفضيل.
ومن المشاكل الصحية المعتادة التي أبلغ عنها المرضى: جفاف العين، والتهاب الأنف التحسسي (حُمَّى القَشِّ)،
ومشاكل الجهاز الهضمي، الصداع، وارتفاع ضغط الدم. وقد وجدت دراسة أجراها مستشفى "كليفلاند كلينك
أبوظبي"، عام 2018 ،أن نسبة 49 بالمائة من الصائمين، في دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت لديهم، قبل بدء
شهر رمضان المبارك، بعض المخاوف بشأن النظام الغذائي الذي يتبعونه، والنشاط البدني الذي يبذلونه،
والأدوية التي يتناولونها والأمراض المزمنة التي يتعالجون منها.
يقول الدكتور حسين سعدي، رئيس معهد التخصصات الطبية الدقيقة في مستشفى "كليفلاند كلينك
أبوظبي": "المرضى الذين لا يعانون من أمراض مزمنة، ربما تكون معظم المشاكل الصحية التي قد يعانون
منها، في شهر رمضان، ناتجة عن تغيير مفاجئ يطرأ على عاداتهم اليومية، أو بسبب تناول طعام غير صحي،
أو تغيير في مواقيت النوم بطريقة تؤثر على صحتهم. أما المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، ربما تزداد
حدة الأعراض لديهم، إذا لم يستشيروا طبيبهم بشأن حالاتهم الصحية، وكيف يتعاملون معها، أثناء الصيام".
"ونحن نوصي المرضى دائمًا، أن يجهزوا أنفسهم للصوم، من خلال اجراء تغييرات بسيطة في روتينهم اليومي،
قبل حلول الشهر الفضيل، لكي لا تتعرض أجسامهم بصدمة التكيف مع ظروف الصوم في شهر رمضان."
إن المجالات الثلاثة الرئيسية التي يجب على الصائمين أن يركزوا عليها هي النظام الغذائي الذي يسيرون عليه،
وانتظام مواقيت النوم، ومعالجة أي أمراض كانت لديهم مسبقاً.
"ابدأ يومك بتنقية جسمك من السموم، بتناول وجبة إفطار كافية ومتوازنة، واشرب ماءً كثيراً في وقت مبكر
من النهار، ثم اختم يومك بوجبة خفيفة، حتى يستعد جسمك ويتهيأ لشهر الصوم القادم. إصافةً إلى ذلك،
امتنع عن تناول الكافيين، في الفترة التي تسبق بداية الشهر، لكي تكون بمنأى عن ظهور الأعراض التي
تصاحب الامتناع عن الكافيين، في الأيام الأولى، من شهر رمضان المبارك".
واحرص على أن يستوفي جسمك قسطاً كافياً من النوم، إذ أن هذا الأمر ضروري جداً لتجنب الإرهاق والاختلالات
الهرمونية، وللبقاء يقظاً طوال النّهار. "اختلاف مواعيد النوم أمر شائع خلال شهر رمضان، ولكن هذا أمرٌ يسهل
التغلب على آثاره، باجتناب تناول الأطعمة الثقيلة وقت الفطور، والنوم مبكراً، وغفوة القيلولة، لتعويض قلة
النوم في وقت الليل".
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويتناولون أدوية، فضروري لهم أن يستشيروا الطبيب، قبل
دخول شهر رمضان المبارك، للحصول على خطة إدارة صحية كاملة.
"وإذا اختار المرضى أن يصوموا، فسيوصيهم طبيبهم بإجراء التغييرات أو التعديلات على مواعيد أدويتهم،
حتى يصوموا بشكل اّمن وسليم."
أهم الاهتمامات الصحية في شهر رمضان
مشاكل الجهاز الهضمي
قد يُحَسِّن الصيام صحة الصائمين، لكن اتباع نظام غذائي به الكثير من الأطعمة الدهنية، والسكريات، ربما
يؤدي إلى الانتفاخ والتجشؤ وارتجاع الحمض [أي: الحُرْقة الحمضية الدائمة في فم المعدة]، وعسر الهضم، وهذه
أعراض قد تظهر حتى لدى من لا يشتكون من مشاكل في المعدة.
وقد تزداد نسبة تكرار الإصابة بالقرحة الهضمية، في شهر رمضان - وهي التهابات مفتوحة تظهر بالبطانة
خطوات بسیطة لتلافي المشاكل الصحیة المعتادة في رمضان الداخلية للمعدة - وتسبب آلاماً في المعدة. الإفراط في تناول الطعام، واختيار الأطعمة المقلية، والأطعمة كثيرة
التوابل، ربما يزيد من الضغط على الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى ارتجاع المريء. يقترح الخبراء تناول السوائل
بشكل صحيح بين أوقات الصيام، وتناول الطعام ببطء، وأن تكون الوجبات متوازنة، وبها الكثير من الألياف.
ومما يساعد على الهضم، أن تحرص على التمارين والمشي يومياً.
التهاب الأنف التحسسي
التهاب الأنف التحسسي، يسمى أيضاً (حُمَّى القَشِّ)، وهو نوع من الالتهاب، يصيب الأنف، وينتج عن رد فعل
مفرط بجهاز المناعة تجاه مسببات الحساسية التي تكون عالقةً في الهواء. يتسبب التهاب الأنف التحسسي
في سيلان الأنف، وانسداده، والعُطاس، والحكة، وإدماع العينين. يعتبر هذا النوع من الشكاوى مألوف خلال
أشهر الصيف، ويزداد بشكل ملحوظ في شهر رمضان، حيث يتغير روتين المرضى الصائمين في هذه الفترة.
يوصي الأطباء، أن يحرص المرضى على تنظيف فتحات تكييف الهواء من الغبار بانتظام، واستخدام أجهزة
تنقية الهواء، والتحكم في درجة الحرارة، ونسبة الرطوبة في المنزل.
جفاف العين
يحدث جفاف العين عندما لا يوجد ما يكفي من الدموع لترطيب العينين ترطيباً مناسباً. فتغيير النظام
الغذائي، وتقليل تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، ربما يؤثر على وظائف عضلات العينين، ووظائف
الغدد الدمعية. والمرضى الذين يعانون من جفاف العينين مسبقاً، يُحتمل أن تزيد حالتهم، في شهر رمضان
المبارك، إذا لم يحافظوا على اتبَّاع نظام غذائي صحي، والانتظام في مواقيت نومهم. هذا، ويوصي الخبراء
باستشارة الطبيب، حالَ ظهور الأعراض.
ارتفاع ضغط الدم
تغيير الأسلوب المعتاد في تناول الطعام، والتغيير في مواقيت النوم، ربما يؤديان إلى تقلبات في ضغط الدم.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف إلى المتوسط، الصيام بأمان، من خلال الحفاظ على
نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، واتّباع بروتوكول الدواء بناءً على نصيحة طبيبهم.
نوبات الصداع
يمكن أن يساهم الجفاف، والابتعاد عن الكافيين، وانخفاض نسبة السكر في الدم، وقلة النوم في الإصابة
بالصداع. يقول الخبراء إن اتباع روتين ثابت خلال شهر رمضان، وتناول الكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على
مستوى السكر في الدم، وشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء، والحصول على سبع ساعات من النوم كل
يوم، يمكن أن يساعد في الحد من االإصابة بالصداع.