قالت الاخصائية النفسية والاستشارية الأسرية والتربوية حنين البطوش، إن الأردنيون يعيشون في حالة تخدير عاطفي جراء الأحداث الحالية التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة وما يرافقها من مجازر وعدوان من قوات الاحتلال التي لا تتوقف بحقهم.
وأكدت البطوش أن المشاهد التي تخرج من قطاع غزة مؤلمة لأي ضمير أردني إنساني، لافتة إلى أن المجتمع الأردني أصبح اليوم مدمناً على مشاهدة هذه الصور والمشاهد المرعبة والمخيفة.
وأشارت أن ما يحدث بحق أهل قطاع غزة من مجازر جماعية بشعة؛ من دمار وقتل وتهجير وذبح وتعرية واستباحة دماء الأبرياء وانتهاك أعراضهم واغتصاب أرضهم، شكل مأساة حقيقية قل نظيرها في العالم.
وكشفت البطوش أن الأردنيون تأثروا نفسياً بالأحداث تحت مسمى "قلق الحرب" وهو رد فعل شائع على الأخبار والأحداث المتعلقة بالصراع ويرتبط بمستويات عالية من الإرهاق والقلق وتظهر أعراضه تدريجياً أو بشكل مفاجئ، من اعراضه يصبح لديه أعراض مرضية جسدية مثل "تسارع نبضات القلب والغثيان والدوخة المستمرة".
ولفتت إلى تعرض البعض إلى تخدير عاطفي أو تبلد بالمشاعر، من هول المشاهد والمجازر التي يشاهدوها يومياً، مما سببت لعدم التأثر بشكل كبير كما كانت في بدايتها، ناهيك أنه يعتبر اضطراب نفسي وهي حيلة يتخذها الجهاز المناعي النفسي عند الشخص، لكي لا يتأثر بالأحداث.
ونوهت إلى أن التخدير العاطفي له آثار سلبية يؤدي إلى فقدان الدافع وعدم الرغبة بفعل شيء وفقدان التركيز والانفصال عن الآخرين، وصعوبة الحفاظ على العلاقات والاهتمام بها ،مشيرةً إلى أن الأطفال بشكل خاص تأثروا بالأحداث، مما أدى إلى ازدياد الخوف لديهم من الذهاب إلى المدرسة وعدم فهم ما يحدث من عنف وقتل ، والخوف من استمرار الحرب وتوسعها.
وأكدت البطوش أن هناك دراسات تشير إلى أن متابعي الأخبار تحدث لديهم صدمة نفسية بسبب تعرضهم للبث المباشر والأخبار العاجلة، لذلك يجب كسر حدة التعود كي لا تتبلد المشاعر مثل "تنظيم النوم والطعام وتجنب الوحدة، بالإضافة إلى مراجعة اخصائي نفسي".
وأضافت أن بعض الأشخاص لديهم صدمات نفسية والبعض واضطرابات ما بعد الصدمة بسبب الأخبار والمشاهد المؤلمة والتي تفوق قدرة الشخص على تحملها وتفقد الشعور بالأمان، وتزيد نسبة مشاعر الخوف والقلق والتوتر ، حيث تؤثر هذه المشاعر على آداء الأعمال اليومية والعلاقات مع الآخرين، فعلينا تقليل مشاهدة هذه الأحداث من صور وفيديوهات وممارسة بعض الأنشطة الرياضية مثل المشي وتجاهل المشاعر السلبية والعمل على التفريغ النفسي والتواصل مع الآخرين وعدم العزلة وتعزيز الوازع الديني، مؤكدة أنه إذا لم نكن قادرين على تغيير الموقف فالتحدي الآن هو بتغيير النفس، مختتمة حديثها بعبارة "استقم بنفسك يستقيم بك غيرك"