القادم أجمل، شعار الخصاونة الشهير الذي جاء به آملا بذلك بث الطمأنينة في قلوب الأردنيين، عقب عبارات رنانة سبقه إليها عمر الرزاز الذي اشتهر بمقولة "كل مر سيمر"، وقبله هاني الملقي الذي وعد بإخراج الأردنيين من عنق الزجاجة.
شد الأحزمة والدفع قبل الرفع كلها شعارات لم تأت أُكُلها وراحت في طي النسيان، فالأوضاع المعيشية من سيء إلى أسوأ.
لا يخفى على الصغير قبل الكبير، المعاناة التي تزداد يوما عقب يوم، والعلاقة بين أرقام التضخم ومعيشة المواطنين ما زالت طردية على حساب الأخير. موجات ارتفاع الأسعار مستمرة، والمواطن في معركة مع الحياة لكن دون ذخيرة، وحلم الشباب أصبح مسنًّا فلا كسبوا شبابهم ولا أحلامهم.
كل ذلك جاء تذكيرا لما يعيشه الأردنيون من حال اليوم؛ حتى العيد وملابسه و"لوازمه" صارت من الكماليات التي من الممكن الاستغناء عنها دون خجل من الأقارب، فكلها لم تعد سهلة المنال لكثير من الأسر.
المؤسف أنه في كل موسم يبحث المواطنون عن تصريحات المسؤولين التي تتحدث عن أسعار السوق، من ملابس وحلويات وحتى الأضاحي وغيرها.
تدني الرواتب وارتفاع كلف المعيشة دفع بشريحة كبيرة قد لا تقل عن النصف في دفع ما تحصل عليه من رواتب لبندي المأكل والمشرب والإيجار، والباقي إما رصيد دائن للبنوك المحلية عبر بطاقات الائتمان (Credit Card) أو استدانة "من هنا وهناك"، كيف لا وقد أصبح الأردن بلد المليون فقير معدم.
تلك هي ملامح العيد، لم تعد ترسم بهجتها إلا على وجوه بعض الأطفال وقليل من ذويهم، حتى أسواق "البالة" لم تعد متاحة للجميع، فالفقر أيضا طبقات. فهل أصبحت ملابس العيد آخر اهتمامات المواطن الأردني؟