تزداد اهتمامات الدول بتطوير امكاناتها في إدارة الأزمات التي أصبحت تلازم الحياة البشرية، ولهذا تتنافس المؤسسات المعنية بتقديم أشكال متطورة لدور السياسات والتكتيكات الإعلامية للمحافظة على الوضع الملائم لحياة مجتمعاتها لاسيما توضيح الصعوبات والتهديدات المتوقعة وكيفية تسيير العمل التوافقي مع وسائل الصحف ووسائل الإعلام المختلفة.
وتمثل القدرة على إدارة الأزمات قبل وأثناء حدوثها، فرصة أساسية لوضع مجموعة من الاستراتيجيات والسياسات الاستباقية لاسيما في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام التي إذا لم تكون لدى المعنيين عن إدارة الأزمات تصورات واضحة ودقيقة في توظيفها بشكل إيجابي فربما سيكون هذا فرصة لأن تتعامل بعض وسائل الإعلام بطريقة سلبية الأمر الذي سيؤدي لإرباك كل الخطط الموضوعة سلفاً لمواجهة هذه الأزمة أو تلك وتحديداً في خلق حالة من الاضطراب والتشويش لدى الجمهور وربما تنتهي بفوضى عارمة.
لقد عمدت دول عديدة بعد ازدياد احتماليات حدوث الأزمات واستمرار بعضها لفترات زمنية قد تطول (كما هو الحال الآن مع أزمة كوفيد19 التي يبدو أنها بدأت وستأخذ وقتاً ليس قصيراً) هذه الدول اجتهدت على القيام بإجراء الدراسات والبحوث وعقد الندوات واقتراح المشاريع لزيادة التوعية إزاء أهم القضايا التي تشغل بال أفراد مجتمعاتها مثل زيادة الوزن وكذلك مشروع بتوضيح الأخطار التي تمثلها المخدرات في المجتمع، كما يتم مناقشـة مجموعة من الاستراتيجات من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى ألا وهو زيادة التوعية للمجتمع المحلي، بما فيها التركيز على دور وسائل الإعلام الأساسي في عملية التوجيه والإرشاد للمجتمع.
ولأجل ذلك ومن أجل التوعية والإرشاد في المجتمع فقد يتم ذلك من خلال نشر تخصيص جزء من النشرات الإخبارية في المحطات المحلية بالتركيز على مخاطر المخدرات في المجتمع، لأجل زيادة التوعية والإرشاد للمجتمع المحلي.
ويتبين هنا بوضوح وبشكل جلي أهمية وسائل الإعلام في عملية الإرشاد والتوجيه، حيث التركيز على هذه الموضوعات من قبل الجهات ذات العلاقة ويلاحظ هنا أن بعض الدول تعتمد أساليب نوعية في عرض هذا الدور الأساسي لوسائل الإعلام من خلال تنظيم الورش التدريبية لزيادة الرعاية والعناية الصحيـة للمواطنين، ويتم التركيز على الدور الذي تقوم بها القنوات الفضائية المحلية وبالأخص المملوكة للدولة، ويمكن التركيز على ذلك من خلال الندوات واللقاءات مع مجموعة من الأطباء المعروفين والمتميزين، وهناك الكثير من الجهود الإيجابية التي تؤديها القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية من خلال التركيز على التوجيه والإرشاد بطريقة علمية ممنهجة.
كذلك أثبتت بعض التجارب تحقيق الكثير من النجاحات من خلال رسم أدوار للصحف الورقية وصحافة الإنترنت في نشر هذا التوجيه والإرشاد لأبناء المجتمع، فقد تم تبني عناوين بارزة في الصحف من أجل التركيز على هذا الموضوع، كما تم استحداث مواقع على الإنترنت من أجل هذه المهمة وكذلك يتم تفعيل خط هاتفي من أجل الاستفسار مثلاً (لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال على الرقم ( ) أو التواصل على البريد الإلكتروني).
كما يمكن تخصيص جائزة لكثير من وسائل الإعلام من أجل هذه الغايـة، وذلك من أجل زيادة ودعم وتحفيز وسائل الإعلام من أجل عطائها والتوجه نحو خدمة المجتمع. ولأجل ذلك يمكن أن تخصص وسائل الاعلام المختلفة الكثير من البرامج التي تقوم بالتركيز على التوجيه والإرشاد من خلال استضافة الكثير من الأطباء في برامج مختلفـة والحديث عن الكثير بما يهم صحة الإنسان والمجتمع بشكل عام.
قامت كثير من وسائل الإعلام بإعادة تنظيم أجنداتها من أجل توجيه المجتمع وإرشاد أفراده لاسيما في مواجهة الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان مثل تركيزها على مرض السكري، لمعرفة أسبابه وكيفية السيطرة عليه، وكذلك بيان مخاطر التدخين وما يلعبه (النوكتين) من أخطار تهدد الإنسان.