الحقوق الاساسية لأي مواطن في اي دولة من دول
العالم كما جاءت بتعاليم السماء واقرتها واعترفت بها وعملت على تحقيقها سنن الأرض
وجميع المواثيق الانسانية وقرارات الأمم المتحدة تشمل حق المواطن في الغذاء
والدواء والكساء والمأوى والتعليم . ويحتل الغذاء الأولوية المطلقة في تلك
الاحتياجات وعليه فان من أهم الواجبات على الحكومات في دول العالم قاطبة هي توفير
ذلك الغذاء لمواطني تلك الدول على امتداد الرقعة الجغرافية للدولة في المدن
والأرياف والمناطق النائية وعلى امتداد ايام السنة ، وذلك الغذاء لا بد ان يلبي
الحاجة التغذوية للانسان على مدار عمره وطبيعة جنسه شاملاً العناصر الغذائية
المختلفة من بروتينات ودهون وسكريات ومعادن وفيتامينات وغيرها ، ولا بد أن يكون
ذلك الغذاء سليماً وصحياً وتغذوياً ومضمون النوعية وأيضا لا بد أن يكون اقتنائه في
مقدور المواطنين الشرائية ومتوفر بالكميات المطلوبة ومضمونة النوعية طيلة العام .
ولما سبق وبحكم التوتر الحاصل بين روسيا واوكرانيا واعتماد دول عديدة على الحبوب
والبذورالزيتية سواء للانسان والثروة
الحيوانية الداجنة من الدولتين روسيا واوكرانيا والعوامل عديدة اخرى وعلى طول السلاسل المرتبطة بها .
مع إندلاع الحرب في أوكرانيا ضهرت على
السطح مدى اعتماد الدول العربية على استيراد السلع الغذائية من خارج الوطن العربي
وبالاخص القمح والحبوب الخشنة والبذورالزيتية. معظم الدول العربية اليوم تشهد مخاوف متزايدة بسبب
تداعيات الحرب في أوكرانيا على وارداتها من سلع غذائية أساسية على رأسها القمح.
ان استهلاك الوطن العربي يوميا من رغيف
الخبز 1.3 مليار رغيف ويبلغ و60% من القمح مستوردا من منطقة البحر الاسود وسعرطن
القمح اليوم يبلغ( 460) دولار وغذاء لانعامنا يتراوح 60-70% من ذرة وشعير اذبلغ
سعر طن الذرة (340)دولارامريكي .وزيت الطعام من ذرة ودوار شمس اذ نستهلك 15 مليون
طن سنويا 50% تقريبا مستوردة من منطقة البحر الاسود .
لماذا واردات الوطن العربي من منطقة البحر الاسود بشكل كبير؟ بسبب
انخفاض أسعار القمح الأوكراني والروسي والروماني قياسا مع الغرب لان تكاليف انتاجه
اقل وطرق نقله الى الاسواق العربية اقصر واقل تكلفة.
ومع توقف شحن الحبوب من الموانئ
الاوكرانية بعد اندلاع الحرب وتأثر
الموانئ الروسية بالعمليات العسكرية القريبة منها، وبلاضافة الى خروج عدد من
البنوك الروسية عن الانظمة
المالية وتوقعاتنا في الاتحاد العربي
للصناعات الغذائية سوف نشعر بالنقص في الامدادات خلال الاسابيع القليلة القادمة. وستكون معظم الدول العربية في
مقدمة الدول المتأثرة بذلك .
كما وتساهم روسيا وأوكرانيا سنوياً بأكثر من 30% الصادرات العالمية
من القمح،مايزيد عن 55 مليون طن.
وتتصدر مصر والإمارات واليمن ولبنان
وتونس والمغرب والجزائر وليبيا واليمن والأردن وسلطنة عُمان قائمة الدول العربية
التي تستورد اقماحها وحبوبها من منطقة البحر الاسود.وفي موقف لايحسد عليه
تأثير التوتر على النمط الغذائي
للمواطن العربي
الدول العربية تواجه تحد خطير يتمثل في
الأثر الذي قد يتركه تصاعد حدة الصراع في أوكرانيا على إمدادات المنطقة من المواد
الزراعية، وبخاصة القمح، وعلى أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم.
حيث تحتل روسيا وأوكرانيا مركزا هاما
في سوق المواد الزراعية في العالم، وتمثل صادراتهما من القمح 30% من السوق
العالمية،
هذه ارقام حقيقة فعلية السؤال هل سوف
نغير نمطنا الغذائي بأرادتنا او ب.... لانستطيع ان نفعل شئ او هل نستطيع عمل الكثير...
نحن في الاتحاد العربي للصناعات الغذائية نعمل من اجل ديمومة
الصناعات الغذائية العربية مخابز,مصانع , الاعلاف والدواجن ,لحوم مصنعة ,اغذية
اطفال ,والقائمة تطول . الشهر القادم رمضان هل فطورنا على خبز وزيت!!!!
اين البديل؟ الولايات المتحدة وكندا
وأستراليا، ممكن ان تسد العجز وكما اشرنا في المقدمة انها مرتفعة الاسعار . في شهر
تموز الماضي وخلال ندوة يوم الرغيف العربي قد اشرنا (في حال توفر المال اللازم
لاستيراد القمح ، والحبوب ,والاعلاف هل هناك من يلبي الطلب ؟ هناك مشكلة فيما
يتعلق بامتلاك البنية التحتية المناسبة لخزن استراتيجي عربي. إذ تعتمد معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا على البحر الأسود كطريقة لدخول السلع الزراعية، وهو ما يعني أنه سيتعين
على هذه البلدان استيراد السلع عبر طرق بديلة.
تُعد منطقة البحر الأسود مهمة لتجارة
القمح العالمية، حيث إن روسيا وأوكرانيا يعدون من أكبر المُصدّرين له في العالم.
تشكل الدول العربية 5% من سكان العالم،
تستورد 20% من كمية الحبوب المتاحة للتجارة الدولية ولا تنتج سوى 2.5% من الانتاج
العالمي للحبوب. وتستورد نحو 60% من احتياجاتها من القمح اللازم لصناعة رغيف الخبز
من منطقة البحر الاسود.
وفي الوقت الراهن، تتخوف حكومات المنطقة
العربية من تداعيات التوتر بين الدولتين، كما تتخوف دول جوار الدولتين وربما أكثر
لأن جميع الدول العربية تستورد القمح والحبوب والزيوت الطعام من منطقة البحر
الاسود وتعد روسيا رابع أكبر مصدر للذرة في العالم مع اوكرانيا اضافة للشعير
والبذور الزيتية.
لن نخوض في كمية الاستيراد لكل دولة في
الاتحاد حاليا نعد دراسة واقع وحلول لمختلف القطاعات المعني بها الاتحاد ونأمل ان
تكون جاهزة في اقرب وقت لكن لتقلبات السوق او لتوقف دول عن التصدير لوطننا العربي.
نحن مازلنا في اثار جائحة كورونا ولم
نتعافى بعد وهذه صدمة كبيرة سياسيا اقتصاديا مجتمعيا
في النهاية هذه دعوة لكل صناع القرار
في الوطن العربي وهم كل من الخبراء والمجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات لعقد
اجتماع طارئ مع حلول انية ومستقبلية بمشاركة جميع الدول المصدرة الى الوطن العربي.
لضمان عدم تعرض الدول العربية الى كوارث غذائية في خضم التطورات العالمية السياسية
والاقتصادية ذات العلاقة بالغذاء وتوفيره عالمياً.