ينتعش «برد العجوز» مع نهاية شهرشباط ،
وتشهد أيامه الأخيرة هبوب الريح القوية والبرد بعد فترة دفء، يظن الناس خلالها أن
الشتاء قد شد رحاله وأقبل الدفء، لكن من دون سابق إنذار يباغت البرد الأجواء،
وتعرف تلك الأيام بـ «بيّاع عباته» كناية
عن الذي باع عباءته ظناً منه بانتهاء وقت البرد أو «أيام الحسوم» عند بعض العرب،
وهي الحاسمة أو الفاصلة بين البرد والحر، و«برد الشولة» عند أهل الزراعة (الشولة
أحد نجوم العقرب).
ويقول احد الخبراء ، إنه ورد في الموروث أن برد العجوز ينسب إلى عجوز في البادية
توقعت عودة البرد بعد قدوم الدفء في مثل هذه الفترة ونصحت قومها بعدم جز صوف
الخرفان بعد، ولم يسمع لها كثيرون فهلكت ماشيتهم بقدوم البرد، وقالوا هو برد
العجوز أو البرد الذي تحدثت عنه العجوز بعد قدوم الدفء.
وأوضح أن برد العجوز «يعني عجز الشتاء
أو أنه في نهايته، وهو يتألف من ثمانية أيام في آخر فبراير والأولى من مارس وقد
تمتد إلى 10 من اذار، ويرجع أنها الفترة من 25 شباط إلى 10 اذار.
وتتسم تلك الفترة بقدوم موجة باردة قد
يصاحبها نشاط رياح باردة يطلق عليها «النعايات»، بمعنى تنعى رحيل فصل الشتاء، وهي
آخر رياح باردة خلال الشتاء، وعادة ما يسبق هذه الفترة ارتفاع في درجة الحرارة،
لكنه ارتفاع «خادع ومؤقت»، حيث يظن البعض أن البرد قد انتهى، إلا أنه يعاود هجمته
مجدداً، مصحوباً برياح باردة شمالية غربية أو شمالية شرقية.