العدوان مستمر على حقوق شعبنا العربي الفلسطيني وعلى حقوق امتنا.
فالإحتلال هو العدوان.
أما الإنتفاضات والمعارك بالصواريخ، او بمختلف اشكال المواجهة، السياسية والقانونية والإعلامية الفلسطينية، الداخلية والخارجية، فهي لنزع واقتلاع المسامير والاشواك والمستوطنين الذين تدقهم الحركة التوسعية الصهيونية في الأرض والإنسان العربي الفلسطيني.
والأمر في شكله وجوهره، هو صراع القوى والإرادات التي تضخ في قدرة اطراف الصراع على التحمل.
الفلسطينيون يملكون القدرة البارزة على التحمل، وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وتحمل الجدران والتضييق والاضطهاد اليومي والهدم والطرد، هو البرهان المتصاعد الملموس على ذلك.
والاحتلال الإسرائيلي الأوحد في العالم، يملك هو الآخر القدرة على التحمل.
تحمّل الخسائر المادية والبشرية. تحمّل الحروب مع الأردن ومصر وسوريا ولبنان. تحمل الفضيحة والسخط والادانة العالمية. تحمل الإنفاق الباهظ على متطلبات الأمن. تحمل البقاء تحت السلاح والملاجيء والإحتياط والقلق والرعب منذ ما قبل سنة 1948.
في الحسابات الإنسانية كافة، الإحتلال ليس قَدرا. فما بالك باحتلال تمييزي استعلائي خارج فلك العصر.
وَقَرَ في ضمائر الشعوب كلها ان لا مستقبل لأي احتلال.
كما ان الله عزّ و جلّ لم يخلق الانسان الا وميّزه بالكرامة والحرية والقدرة على الصبر عند الإبتلاء. والوعد باليسر بعد العسر. والغلبة بعد الهزيمة.
قال تعالى: «وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ».
ينأى السلام يوميا، تحل محله الكراهية والحقد والعزم على الإنتقام والثأر للأباء والأمهات والأشقاء والأحباب والأصحاب الذين يغتالهم الاحتلال الإسرائيلي بانتظام وبمنهجية.
وفي حسابات الشعوب، لن يطول التضليل الإعلامي الذي يسمح بقبول الإحتلال والظلم والمذابح والتفرج عليها.
لقد تحمل الشعب العربي الفلسطيني اكثر من 250 مذبحة ولم يرفع راية بيضاء. مما يعني ان الحركة التوسعية العدوانية ارتكبت 250 مذبحة ولم تقتنع بإستحالة الإستمرار وتحقيق الأهداف.
سقت هذه المقدمة الطويلة لأقول ان هناك فرقا كبيرا بين جو بايدن-بلينكن وبين دونالد ترامب-كوشنر. بين ائتلاف بن يامين نتنياهو الحكومي وشخصيته، وبين ائتلاف يائير لبيد الحكومي وشخصيته.
وفي آخر السطر لا يعمينا الإختلافُ في التكوينات السياسية الإسرائيلية، عن ان جوهرها كلها انها حكومات عدوان وبطش واحتلال.