تصل أفكار جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أماكن سامية، في حديثه عن كافة قضايا المرحلة، وطرحه لها بكل شفافية ووضوح بلغة تبتعد عنها أي قراءات ضبابية، تعلو بها الحقيقة، ومنهج العقل، جاعلا منها قضايا واضحة بالتقدير وبالحل، لتكون دوما أفكار جلالته مخارج مؤكدة وناضجة لكل تحديات المرحلة.
ولا يوجد أدنى شك، ولا حتى دخول في قاموس المبالغة اللغوية، إذا ما قلت أن جلالة الملك وعلى مستوى العالم من الأشخاص الذين يملكون فكرا بإمكانه تغيير الكثير من سلبيات العالم لايجابيات، فهو القائد الحكيم الذي يجد لصوته ثقة عالمية، وتعدّ آراءه الأكثر انصاتا من كافة عواصم دول صناعة القرار في العالم، ويؤخذ بها دوما على محمل الجد والاحترام.
وتتمثل الثقة العالمية بفكر جلالة الملك وآرائه، في الكثير من الجوانب، حرصا من كافة دول العالم على البقاء باتصال دائم ومباشر مع جلالته، وقراءة تفاضيل قضايا المرحلة من خلال فكر جلالته الذي طالما كان حكيما ونيّرا، وواضحا، تحديدا في طروحات جلالته فيما يخص القضية الفلسطينية وعدالتها.
أمس الأول، حيث استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، وفدا أمريكيا رفيع المستوى، برئاسة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، ضم منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليدركينغ، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية، إذ تجسدت في اللقاء بشكل كبير متانة العلاقات الأردنية الأميركية، فضلا لكون هذا اللقاء يضم مجموعة من الشخصيات الأمريكية عالية المستوى، ممن قدِموا لقراءة المنطقة من خلال فِكر جلالة الملك ورؤيته الثاقبة والعملية لكافة قضاياها.
جلالة الملك وفي اشارته لعمق العلاقات مع الولايات المتحدة، عبّر عن تقديره للرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على تأكيدهما على دعم الولايات المتحدة للأردن، وذلك خلال الاتصالين الهاتفيين اللذين أجرياهما مع جلالته مؤخرا، ليعكس بذلك جلالته أهمية هذه العلاقة التي تربط الأردن بالولايات المتحدة، مقدّرا مواقف ادارتها مع الأردن كدعم ومساندة، وبطبيعة الحال لذلك تأكيد على الثقة بالأردن وبجلالة الملك في كافة طروحاته.
وبطبيعة الحال فإن هذه الثقة التي تعكسها زيارة الوفد الأميركي بشخصيات عالية المستوى تفتح آفاقا كثيرة لمباحثات قادمة حول قضايا ذات اهتمام مشترك، اضافة لطرح ملفات المنطقة وفي مقدمتها الخاصة بالقضية الفلسطينية، وجعلها أولوية على الأجندة السياسية الأميركية وأولوية لإحقاق السلام في العالم.
اللقاء الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه هام جدا، بحث القضية الفلسطينية وأكد جلالة الملك على ضرورة تكثيف الجهود لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى السلام العادل والشامل، على أساس حل الدولتين، واضعا من جديد جلالته الحلّ الحكيم لأزمة السلام في المنطقة، ولحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عملي، وبكل وضوح، وهو ما يسعى لطرحه جلالة الملك دوما بثبات على المواقف.
هي رسالة واضحة يوجهها جلالة الملك خلال اللقاء مع وفد يمثّل مراكز أميركية هامة، لقضايا المرحلة التي تعيشها المنطقة والتحديات، مع تأكيد على ضرورة ايجاد حل للقضية الفلسطينية وفق الثوابت الأردنية الواضحة، ليحمل الوفد الأميركي بجعبته وهو يغادر عمّان عمقا فكريا حول كافة قضايا المرحلة وتحدياتها، وحلول ورسائل ثرية من لدّن جلالته تحكي واقعا وحلولا بشفافية وعملية.