الانتماء ليس مجرد فكرة او شعارات نطلقها هنا او هناك، انما تتعدى ذلك بكثر لتجسد على ارض الواقع يلمسها الجميع ويحس بدفئها كل من يعيش حولها .
نسوق المقدمة لنقارن بين قطاعنا الخاص ونظيره المصري الذي يدشن حملة درامية واعلانية في هذا الشهر الفيضل على نطاق واسع يكاد جميع العاملين في القطاع الفني استفادوا من هذه الحملات سواء على المستوى الدرامي والاعلاني، لنشاهد جميع الشركات تطلق حملات إعلانية يشارك فيها جميع الممثلين المصريين ناهيك عن العائد المادي لوسائل الاعلام .
في الوقت الذي يبدو فيه قطاعنا الخاص خارج التغطية وما زال يتبجح من المساعدات الطفيفة التي قدمها البعض الى صندوق همة وطن واذا ما سالت احدى الشركات او المؤسسات الكبرى عن دورها في خدمة وتنمية المجتمع المحلي يحزنك رده بان المخصصات المرصودة لذلك ذهبت إلى همة وطن .
لأستغرب حالنا وواقعنا الدرامي والاعلامي، ففي الوقت الذي تغيب فيه الدراما الاردنية عن المشهد والكثير من الممثلين دون عمل، نجد القطاع الاعلامي خاصة الصحف الورقية تئن من اوضاعها المالية الصعبة التي تنعكس على العاملين فيه لتزداد صعوبة الحياة وضنكها عليهم، في ظل غياب حكومي لا نسمع منه الا وعودا ونظريات لا تسمن ولا تغني من جوع .
ولا يصل الصحفيين غير النقد واحيانا تتجاوز ذاك بكثير وتحميلهم مسؤولية ما يحدث وكأنهم شركاء في الغنم فقط، دون النظر الى ظروفهم واحوالهم المعيشية فهم تحت مطرقة الفقر وسندان النقد .
مستغربا هذا الصمت الحكومي امام الاوضاع الصعبة للصحف الورقية والعاملين فيها وكأنهم يعملون في بلد اخر بعد ان وصل بهم الحال الى شبه عزلة كاملة بين الحكومة والقطاع الخاص متناسين الدور الوطني وضبط الايقاع في جميع القضايا الوطنية يدفعون ثمنه من المجتمع والحكومة وضنك الحياة .
وبالعودة الى القطاع الخاص الذي لا ينظر إلى الدولة الا بمقدار الفائدة والعائد اي الربح والخسارة فالانتماء يظهر ويتعمق بثمن وعندما يحتاج الوطن لهم يشيحون بانظارهم الى الجهة المقابلة .
وامام هذا المشهد الغريب والمريب نجد الوطن وحيدا، دوره ان يعطي فقط، دون كلل او ملل ولا يسمع صوته وانينه الا نفسه .
اننا جميعا نحتاج الى هزة وجدانية ودروس عملية والنظر حولنا لنعرف معنى الانتماء والتضحية والعطاء .
لك الله يا وطني .