نعيش في حالة ومرحلة استثنائية من التحديات الداخلية والخارجية في مملكتنا العزيزة تتزايد يوماً بعد يوم في ظل حالة انكار وتغييب للشخصية الوطنية الأردنية وغياب لحالة المواطنة والأكثر خطورة سعادة الكثيرين منا لكل محاولة للهجوم على هذه المملكة سواءً من خلال مقال أو تحليل أو خبراً أو إشاعةً تطلق هنا أو هنا.
واهم من يعتقد بأن ما يحصل محض للصدفة أو نتاج طبيعي لوضع اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي إنما هو تدبير وتنظيم استند إلى تردي الحالة الوطنية لدى معظم الأردنيين بكافة أصولهم ومنابتهم من خلال إضعاف وضرب ثقتهم بمؤسساتهم ونظامهم السياسي والاجتماعي وقيادتهم.
يمكن لنا أن نكتب مجلدات عن التحديات والمسببات والأشخاص والمسؤولين الذين تسببوا بهذه الحالة ولاشك أن كثيرين منهم يستحق الحساب وبعضهم يجب أن يحاكم ويحكم بأقسى العقوبات ولكن في ظل هذه الحالة يغيب السؤال عن المملكة الاردنية الهاشمية، نعم بلدنا الذي يفترض أننا نحبه ونعشقه ولا نفرح لمن يحاول المساس به لمجرد أننا نملك حالة غضب من وضع اقتصادي أو سياسي مرتبك أو اننا غاضبون من ذاك المسؤول أو ذاك المتذاكي الذي قد يكون أقنع أعلى مستويات القيادة بأهميته حتى يبقى محافظاً على موقعه في عملية صنع القرار، ولكنه الأردن الذي يجب أن نصون ونحفظ و واجب علينا جميعاً أن نقرع جرس الإنذار لأننا لم نعد نملك رفاهية الوقت.
لنتفق جميعا بأننا شركاء فيما وصلنا إلية ولا يمكن لأحد سواءً كان في موقع المسؤولية أو خارجها بمعنى سواءً كان مسؤولاً أو مواطناً عادياً أن ينكر بأننا نعيش أزمة غير مسبوقة على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية ولا يمكن لنا الخروج آمنين من هذه الحالة إلا من خلال وحدتنا وتوحيد بوصلتنا وتوجيها نحو الأردن الذي نحب وتعزيز الحالة الوطنية في نفوس الأردنيين وحفظ كرامتهم وهذا يتأتى من خلال مجموعة من الخطوات الضرورية زمنياً وسياسياً.
أولها وأهمها إطلاق حوار وطني جاد وهادف لا يخضع لمزاج المتذاكين الذين يتصدرون الكثير من مواقع صنع القرار في هذه الأيام أو بعض من كان سابقاً في مواقع صنع القرار وما زال طامحاً نحو المزيد من المكاسب والمناصب أو بعض من يتصدر أدوار المعارضة، نعم نحن بحاجة إلى حوار يخلق حالة وطنية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية لا يجامل ويمتلك شجاعة الاعتراف بأخطاء الماضي دون تصلب، عندها نتتجاوز ما أمكن لخلق حالة من التسامح ومتابعة المسيرة للمحافظة على مملكتنا لتبقى عزيزة آمنة مستقرة .
أخيراً؛ ما زالت الفرصة سانحة لقرع الجرس وإيجاد حالة وطنية سامية، فلنفعلها كأردنيين ونتجاوز حالة العناد والمكابرة فالوطن أكبر من الجميع والأردن يستحق منا الكثير وأطفالنا سيحملوننا المسؤولية ولن يرحمنا التاريخ إن فرطنا واستسلمنا لكل دعوات الشذوذ والهدم.