بعيدا عن مخرجات وتطورات المنحنى الوبائي... وبعيدا عن الجدل الذي يصبح « بيزنطيا « احيانا بين مؤيدي الحظر الجزئي او الشامل يوم الجمعة ومدى تاثيره او عدم تاثيره على اعداد المصابين بجائحة كورونا.. اقول انه وبعيدا عن كل ذلك، فان المواطنين وبعد مرور اكثر من عام على جائحة كورونا، بدأوه السنة الماضية بشهر رمضان لم يشعروا فيه بنكهة الشهر الفضيل وافتقدوا طقوسه، بات من حقهم هذا العام الا يكون رمضان هذا العام كالسنة الماضية، وان تكون الاجراءات اخف وطأة عليهم وبما يساعد على تخفيف الضغوطات وبما يكفل الاستمرارية ايضا بالمساهمة في الحد من انتشار وباء كورونا.
المطلوب اجراءات « تخفيفية « وليس اكثر من ذلك، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، العودة الى « ساعة « صلاة الجمعة مشيا على الاقدام خلال الشهر الفضيل، ومنها ايضا السماح بصلاة الفجر في المساجد سيرا على الاقدام، والسماح بفتح البقالات والمطاعم الشعبية في الحارات بيعا مباشرا قبل ساعة او ساعتين من موعد السحور وصلاة الفجر ايضا.. وهكذا.
العلاج النفسي وتخفيف الضغوط على المواطنين هو جزء من العلاج الشامل في مواجهة جائحة تضغط صحيا واقتصاديا واجتماعيا على المواطنين.. وقد تساعد مثل هذه الاجراءات والقرارات التخفيفية في وقت تتزايد فيه اعداد المقبلين على التسجيل للحصول على اللقاحات بسرعة الوصول الى « صيف آمن «.
المواطنون في رمضان وهم يتوقعون من الحكومة جهودا حقيقية في ضبط الاسعار ومراقبة عدم ارتفاعها لاي سبب كان في هذا الشهر الذي ترتفع فيه معدلات الاستهلاك عن معدلات كافة شهور السنة، فانهم ينتظرون ايضا من الحكومة اجراءات وقرارات تخفف من الضغوط الاجتماعية والنفسية بما تعكسه بهجة طقوس شهر البركة والرحمة والمغفرة.
هذا شهر سيفتقد بسبب جائحة كورونا الى « موائد الرحمن « التي كانت باب فرج لكثيرين من العائلات والافراد المستورين، بات لا بد من اجتهاد جهات العمل الخيري لتوصيل الطعام والمساعدات للعائلات والافراد المستورين والمحتاجين في اماكن وجودهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.
هذا شهر كان يعتبر شهر رزق لعديد من القطاعات الاقتصادية التجارية والصناعية وحتى للافراد من باعة العصائر والتمور والمأكولات قبل الافطار وبعده، كما ستكون هناك « ازدحامات مرورية خانقة « طوال الشهر الفضيل وقد يتسبب « ضيق خلق صائمين مدخنين « - اعتدنا على مظاهر عصبيتهم في طوابير الخبز والقطائف - بحدوث اشكالات ان لم تكن هناك قرارات تخفف من تلك الازدحامات بساعات ليلية تخفف من تلك الازدحامات والطوابير والاختناقات.. وكل هذا يؤكد الحاجة الى ما ندعو اليه من اعادة النظر بساعات تخفيف على الناس.. فنظام « الدليفاري « للمطاعم وغيرها ليس متوفرا - كما البقالات والمطاعنم الشعبية- في كل محافظات والوية وحارات المملكة.
هذا علاوة على ان مثل تلك القرارات التخفيفية ستساهم بتحريك الاسواق والنشاط الاقتصادي الذي نتوقع التوسع في ساعاته في النصف الثاني من الشهر الفضيل للمساهمة بتحريك قطاعات الحلويات والالبسة.. وغيرها، ونتطلع لمزيد من التنسيق والترتيب في كل ذلك بين الحكومة والغرف التجارية والصناعية والقطاع الخاص بشكل عام... وكل رمضان وأنتم بألف خير.