حتى الآن يتم التعامل مع الإصابات بكورونا إحصائياً بعمومية مطلقة, مع أن هناك تفاوتاً في هذه الإصابات بين محافظة وأخرى، وبين مدينة وأخرى وبين قرية وأخرى حتى بين حي وآخر, فهل من الأفضل تصنيف المحافظات وبائياً بما ينعكس على إجراءات الحظر وساعات التجول.
صحيح أن تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأردن ربما سيرفع خطورة التقييم الرسمي للحالة الصحية في البلاد إلى «التقييم الأحمر» بدلاً من التقييم البرتقالي الذي يعتمد حالياً، مع قرب وصول طاقة المستشفيات إلى حدود استيعابها القصوى لكن هناك تفاوت واضحاً بحسب الإحصائيات الرسمية وهي المصدر الوحيد حتى الآن بين محافظة وأخرى, لكن الحاصل هو أن القياس في تطبيق الإجراءات المشددة إما أنه يأخذ الرقم المطلق في عموم المملكة أو على أساس عدد الإصابات في عمان باعتبارها أكبر المدن الأردنية وأعلاها في الإصابة..
على سبيل المثل سجلت في يوم واحد وهو الأحد، 7183 إصابة جديدة ونسبة فحوصات إيجابيّة بلغت 16.47% مقارنة مع (15.74%) لليوم الذي سبقه لكن النسبة الأكبر كانت من نصيب عمان 3196 فهل من الحكمة أخذ العقبة والإصابات فيها بما في ذلك البتراء 126 إصابة.
ينطبق ذلك على نسب الإشغال في المستشفيات بين أسرة العزل والعناية الحثيثة, ومن الطبيعي تبعا لعدد الإصابات أن تكون في عمان مرتفعة بينما تقل كثيراً في المحافظات والمدن الأخرى والإصابات فيها أقل, ويمكن ملاحظة ذلك بالنظر إلى الإحصائيات اليومية.
دول كثيرة أخذت التباين في التصنيف تبعاً لعدد الإصابات بين مدينة وأخرى وميزتها بإجراءات الغلق والتجول والقطاعات المفتوحة, وكما تصنف منظمة الصحة العالمية الدول بالألوان أحمر وبرتقالي وأخضر حسب انتشار الوباء وأعداد الإصابات والطاقة الاستيعابية للمستشفيات ويمكن إضافة أعداد الحاصلين على اللقاحات, منحت مدنها ذات الألوان, والتي اختلفت إجراءات الحظر والإغلاقات وساعات التجول بين مدينة وأخرى.
إذا أرادت الحكومة تمييز مدينة عن أخرى في إجراءات الحظر يتعين عليها اتباع آليات جديدة لتحفيز الناس على أخذ المطعوم مثل, تخفيف ساعات الحظر عن المدينة الأكثرعدداً واستجابة لحملة التطعيم الوطنية والأقل في عدد الإصابات وفي نسبة إشغال المستشفيات.