2024-11-27 - الأربعاء
00:00:00

آراء و مقالات

الدكتور صياح العبادي يكتب .. "آن الأوان لتكاتف الجهود للخروج من الأزمة الحالية"

{clean_title}
صوت عمان :  


كتب المحامي الدكتور صياح العبادي

لا تزال جائحة كورونا تلقي بظلالها على العالم، ولم يسلم أحد من تلك الآثار التي رافقت الوباء، فكان لها الأثر الصحي والاقتصادي الكبير، وأصبحت الهاجس المؤرق لأكبر اقتصاديات العالم.

والأردن كباقي دول العالم ، شهد ظروف استثنائية غير مسبوقة ، في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا، والمعاناة التي بدأت تظهر على المواطنين والقطاعات الاقتصادية بسبب الأوضاع الصعبة التي بدأت بالظهور، ومنذ اليوم الأول لجائحة كورونا، اتخذت الجهات المسؤولة إجراءات صارمة لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا لمنع انتشاره، والتي استطاعت النجاح بذلك إلى حد ما ، وبعد عودة القطاعات للعمل وعودة التجمعات والاختلاط عادت الإصابات ولكن بأرقام كبيرة وصادمة ، ناهيك عن أعداد الوفيات التي ترتفع يومياً، والأمل في وعي المواطن وأهمية اتباع الإجراءات الوقائية للحد من ارتفاع المنحنى الوبائي في القريب العاجل.

لا أحد ينكر بأن الأوضاع صعبة على الجميع ،ولا خلاف بأن الدرس الأهم في المرحلة الحالية والذي استخلصه العالم كله من أزمة كورونا ، بأن مواجهة هذه الأزمة لا تنجح إلا بتضافر جهود المجتمع كامل بكل فئاته والتكاتف مع الجهود الحكومية الهادفة إلى التصدي لهذا الوباء واحتواء آثاره، والخروج بحلول عملية تُعالج أبرز التحديات الاقتصادية التي تمر بها المملكة، وهذا ما أكد عليه جلالة الملك في كافة المحافل واللقاءات على كافة المستويات المحلية، بأهمية العمل والتكاتف من أجل الخروج لبر الأمان وعودة الحياة إلى طبيعتها.

توجيهات جلالة الملك كانت واضحة للعيان ، وكان جلالته السبّاق في الحديث عن المخاطر التي ستنتج عن فيروس كورونا، داعيا مختلف الجهات وحتى دول العالم على التركيز في المرحلة القادمة والتخطيط لها ، ووضع الخطط لرفع مستوى الجاهزية لمواجهة أي طارئ ،وركز جلالته على أهمية تطوير الرؤى والاستراتيجيات والخطط وتطبيقها على أرض الواقع بالسرعة القصوى لمواجهة الأخطار المتوقعة.

ومع دخول العام الجديد في ظل الأزمة الاقتصادية واستمرار جائحة كورونا، أصبح من الضروري تكاتف الجهود والعمل على إعادة الحراك لعجلة الاقتصاد ، والحاجة الملحة لنهج حكومي يتوجه نحو اتجاه اقتصادي عملي واقعي، والتركيز على الاستثمار وخلق الفرص الاستثمارية ، وتحويل المحنة إلى فرصة لتحقيق التنمية المستدامة، ففي علم الأزمات وحسب تصنيف مراحل الأزمة ؛الأردن لا يزال في مرحلة المواجهة، وهي تعتبر من أصعب المراحل في علم إدارة الأزمات وتتطلب تنفيذ الخطط ومضاعفة الجهود المبذولة وتسخير كافة الإمكانيات لمواجهة الأزمة للانتصار والانتقال إلى مرحلة التعافي وعودة الحياة.

الأردن اليوم أصبح أمام اختبارات حقيقية ،بحاجة إلى وقوف الجميع صفاً واحداً ،والشعور بالمسؤولية من قبل كافة أبناء الوطن والمؤسسات ، فالبعض قدم صوراً جميلة تظهر معدن الأردنيين الحقيقي ،إلا أن الآمال تصبو نحو تقديم الأفضل، فنحن مسؤولون جميعاً، كمجتمع وكأفراد، في مواجهة هذه الأزمة والخروج منها بسلام.