قال سكان محليون ومصادر ملاحية إن إغلاق مطار سقطرى الدولي أدى إلى عزل الجزيرة اليمنية بشكل شبه كامل، مع بقاء عشرات الأجانب من جنسيات غربية وشرقية وعربية عالقين، وسط تظاهرات حاشدة نُظّمت أمام المطار للمطالبة بإعادة استئناف الرحلات الجوية.
وبحسب المصادر، فإن قرار الإيقاف جاء بعد أن أوقفت المملكة العربية السعودية جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار سقطرى، بما في ذلك رحلات شركة الخطوط الجوية اليمنية ، وفقًا لمصادر في قطاع الطيران.
وقالت المصادر الملاحية إن الرحلات توقفت بشكل كامل خلال الأيام الماضية، وغادر جميع موظفي المطار مواقعهم عائدين إلى منازلهم، باستثناء أفراد الحراسة، دون صدور إعلان رسمي يوضح أسباب الإغلاق أو مدته.
وتجمع مئات من سكان الجزيرة، إلى جانب سياح أجانب، أمام بوابة مطار سقطرى الدولي، رافعين لافتات تطالب بإعادة فتح المطار، ومؤكدين أن استمرار الإغلاق يفاقم معاناة السكان ويهدد الموسم السياحي الذي تعتمد عليه شريحة واسعة من أهالي الأرخبيل.
وقال أحد المحتجين إن "سقطرى أصبحت معزولة تمامًا عن العالم”، مشيرًا إلى أن الجزيرة تعتمد كليًا على المطار في تنقل المرضى والطلاب والموظفين، إضافة إلى السياحة التي تشكل مصدر دخل رئيسي للسكان.
من جانبهم، قال سياح أجانب عالقون في الجزيرة إنهم يواجهون صعوبات متزايدة في الإقامة والتنقل، في ظل غياب أي جدول زمني واضح لاستئناف الرحلات.
وأضاف سائح أوروبي أن عدداً من الزوار يحاولون العودة إلى الإمارات العربية المتحدة أو أي بلد آخر عبر ترتيبات خاصة، "لكن الخيارات شبه معدومة”.
وأشارت مصادر محلية إلى أن بعض الأجانب من جنسيات آسيوية وعربية يواجهون صعوبات مالية ولوجستية مع استمرار الإغلاق، في ظل محدودية الخدمات وارتفاع تكاليف الإقامة، محذرين من أن الوضع قد يتحول إلى أزمة إنسانية وسياحية إذا استمر التعطيل.
وتُعد سقطرى، المدرجة على قائمة التراث العالمي، من أبرز الوجهات السياحية في اليمن، وتعتمد بشكل كامل على النقل الجوي، نظرًا لبُعدها الجغرافي وصعوبة الوصول إليها بحرًا بشكل منتظم.
وفي هذا السياق، قال مصدر ملاحـي إن قرار الإيقاف جاء "بشكل مفاجئ”، موضحًا أن السعودية، بحكم سيطرتها على جزء كبير من أسطول الناقل الوطني، تتحكم فعليًا في حركة الطيران إلى الجزيرة، دون وجود قدرة محلية على الاعتراض أو تقديم بدائل.
ورفض مسؤول يمني التعليق رسميًا على أسباب إغلاق المطار، مكتفيًا بالقول، في تصريح مقتضب، إن "السعودية تتحكم بكل شيء في البلد، ولا أحد يعترض على إجراءاتها”، في إشارة إلى النفوذ الإقليمي في ملف النقل الجوي.
ولم تصدر السلطات السعودية أو شركة الخطوط الجوية اليمنية أي بيان رسمي يوضح خلفيات القرار أو موعد استئناف الرحلات، رغم محاولات الحصول على تعليق.
ويحذر مراقبون من أن استمرار إغلاق مطار سقطرى قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية واسعة، في ظل اعتماد الجزيرة على الرحلات الجوية في تأمين احتياجاتها الأساسية وربطها ببقية المناطق.
ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية وتزايد شكاوى السياح، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت الضغوط المحلية والدولية ستدفع نحو إعادة فتح المطار، أو ما إذا كانت الجزيرة ستبقى معزولة في ظل غياب أي حلول معلنة حتى الآن.
ويرى مراقبون ان اغلاق المطار جاء بعد تهديدات سعودية ضمن سلسلة اجراءات عقابية تتخذها الرياض ضد المجلس الانتقالي الجنوبي حليفها المفترض في الجنوب بعد رفض قيادة المجلس الانصياع لطلب سعودي بالانسحاب من محافظة حضرموت الغنية بالنفط والمحادة للملكة، لكن مثل هذه الاجراءات تبدو عقابا جماعيا يضر بالسكان وليس بالانتقالي