قال الخبير السياسي والعسكري اللواء المتقاعد عبدالله الربابعة، إن إيران تعرضت إلى أكثر من عملية اختراق أمني باغتيال رئيس الوزراء الايراني من خلال تفجير طائرته واتهام المسعف فيها، كما وتم اغتيال اسماعيل هنية داخل الأراضي الايرانية، موضحًا أن هذا يعتبر بالعلم الدبلوماسي والسياسي يمثل كرئيس دولة أو كمسؤول كبير في إيران، وهذا يعد اختراق أمني ثاني، بالإضافة لاغتيال حسن نصر الله في لبنان وهو الأخطر على اسرائيل، بحيث تم استهدافه من قبل جيش الدفاع والموساد الاسرائيلي.
وأشار الربابعة لـ"صوت عمان" إن رد الفعل الذي وقع لا يساوي اغتيال هذه الشخصيات والقادة الذين تم استهدافهم داخل لبنان، مثل العميد الذي توفي مع حسن نصر الله وقائد حماس العاروري الذي تم اغتياله في الضاحية الجنوبية من لبنان، مضيفًا أن هذه الشخصيات السياسية والعسكرية كلها تعود في خدمة المصالح الايرانية.
وبين الربابعة أنه تم اطلاق 181 صاروخ باعتراف الايرانيين والجانب الاسرائيلي، بحيث أصابت الأهداف لكن لم تكن بالتأثير العالي، موضحًا أنه إذا كانت نوعية الصواريخ التي وقعت في الأردن نفسها التي وقعت داخل اسرائيل، لن يكون هناك أي تأثير يذكر، بالإضافة أن عدد الصواريخ التي تم وقوعها داخل الأردن من 7-8.
وبين الربابعة أن صواريخ اسرائيل توجد فيها كمية متفجرات عالية جدًا، وبالتالي عند استهدافها مباني في لبنان وايران وحزب الله فإنها تقصف المباني بشكل كامل التي ممكن أن تحتوي على 20 طابق.
وأشار ربابعة إلى أن ايران وما يتبع إيران يعتمدون على ايصال الصواريخ وليس على تأثيرها، فكمية المتفجرات تكون قليلة، موضحًا أن الصواريخ الايرانية لا يوجد فيها نظام ال GPS بحيث تحدد الاحداثيات على جهاز في مقدمة الصاروخ، وبالتالي ينطلق الصاروخ ليستهدف المكان المحدد.
وأضاف ربابعة أن الصواريخ الاسرائيلية والأمريكة يكون فيها نظام GPS، مشيرًا أنه تم اغتيال العاروري في لبنان بنفس الغرفة التي كان يتواجد فيها داخل اجتماع، بحيث تم الحصول على احداثياتها من قبل العملاء المساعدين، فهذه مشكلة كل من ايران وحزب الله وحماس تواجد العديد من الجواسيس التي تنقل المعلومات وتسربها مقابل منفع مالي قليل.
وأشار الربابعة أن ايران وجهت رسائل عسكرية، اولاً للشعب الايراني أنه تم الرد من ناحيتنا، ثانيًا للمقاومة اللبنانية وحماس حتى يرفعوا من معنوياتهم وانهم مستعدين لتقدم الدعم، ثالثًا لإسرائيل والمجتمع الذي يدعمه مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي انهم قادرين على الايذاء والتصدي لهم، ومستعدين لإطلاق أكثر من ألف صاروخ دفعة واحدة، رابعًا لوقف دعم حماس وحزب الله بشرط أن يتم ايقاف اطلاق النار في غزة.
وبين الربابعة أن كل هذه الهجمات لضغط على اسرائيل لوقف الحرب في غزة، مضيفًا أن وقف الحرب لنتنياهو تعني خسارته بشكل كامل، لأن دولته ديمقراطية في حال توقف الحرب ستقوم بفتح ملفاته الفاسدة ماليًا وإداريًا وملف فشل في الحفاظ على اسرائيل منذ 7 أكتوبر.
ولفت الربابعة أنه بالرغم من الضغط على نتنياهو من قبل أهل الأسرى وحكومة الحرب إلا أنه لم يتم ايقاف الحرب، موضحًا أن الأمر ليس اسرائيل بينما مصلحة نتنياهو الشخصية، الذي يقوم بتسخير كل الامكانيات لإسرائيل لأنه يعرف أن توقيف الحرب يعني توقيفه عن العمل والتحقيق معه.