بدأت مع مغرب اليوم الخميس ليلة 23 من رمضان ثانية الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان، وتنتهي مع فجر غد الجمعة، وأن تكون إحدى الليالي الوترية ليلة جمعة، فهو من التوافقات الزمنية النادرة المباركة، قد تجعلها أرجى ليالي أوتار شهر رمضان المبارك.
وقد أخفى الله تعالى ليلة القدر ليجتهد المسلم في طلبها ونيل عظيم ثوابها، وهي التي قال الله تعالى فيها: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " (القدر).
وجاء في فضل إحيائها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
أما عن الدعاء المأثور فيها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرايت إن علمت -أعني ليلة القدر - ماذا أدعو فيها ؟ قال : قولي : " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
وقد سئل ابن عباس (رضي الله عنهما) عن قيامها فقال إنه يحصل بصلاة العشاء جماعة، والعزم على صلاة الصّبح جماعةً، لقول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ، فيما رواه مسلم: "من صلّى العشاء في جماعة فكأنّما قام نصف اللّيل، ومن صلّى الصُّبحَ في جَماعة فكأنَّما صَلّى الليل كُلَّه"
وجاء في مراقي الفلاح: "معنى القيام أن يكون مشتغلا معظم الليل بطاعة، وقيل: ساعة منه، يقرأ القرآن أو يسمع الحديث أو يسبّح أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم".