فلك الجبور
تلجأ شريحة واسعة من الأشخاص لإجراء عمليات تجميل جراحية عند أطباء لا تتوفر لديهم الخبرات الكافية، مما يُعرِّضهم في أحيانٍ لأخطاءٍ جمَّة قد تُودي بحياة بعضهم.
وقد زادت في الآونة الأخيرة أعداد القضايا والشكاوى على عمليات التجميل الجراحية، حيث وصل عدد الشكاوى في عام (2021_2022) أربعة عشر قضية قُدِّمت لنقابة الأطباء، تم تحويل ثمانية منهم إلى لجنة التأديب النقابية لاتخاذ الإجراءات بحقهم، وثلاثة قضايا ما زالت منظورة أمام القضاء وواحدة تم التَّحقُّق أنَّها نتيجة مُضاعَفات مرضيَّة وليست خطأ طبي، وقضيتين تم التأكُّد من عدم وجود أخطاء طبية بهما.
ويُوضِّح الدستور الأردني في المادة العاشرة من مواد القانون الطبي أنه "يُمنع اللُّجوء إلى أساليب تَسِف بمهنة الطب وخاصة ما يَدخُل في زمرة الغش والإدِّعاء باكتشاف طريقة للتشخيص أو العلاج غير مُثبتة علميًّا".
وقال رئيس اللَّجنة الإعلامية في نقابة الأطباء الدكتور حازم القرالة لـ"صوت عمان": "إنَّ المشاكل التي تتعلَّق بأخطاء طبية تكون عبر شِقِّين، الأول؛ التدخُّلات الطبية بين الأطباء فيما بينهم، حيث عملت النقابة اجتماع مع رؤساء الجمعيات الاختصاصوطلبت الوصف الوظيفي لكل تخصص".
أما الشِقِّ الثاني الذي وصفهُ القرالة بـ"الأخطر"؛ هو التعدِّيات أشخاص من تخصُّصات أخرى ليس لهم أي علاقة في الطب لا من قريب ولا من بعيد -حسب تعبيره-".
من جانبه عبَّر القائم بأعمال نقيب الأطباء سابقًا الدكتور محمد الطراونة: "أنَّ هناك تجاوزات كثيرة على مهنة الطب بشكل عام من أشخاص من خارج المهنة وكذلك الأمر يتم رصد تجاوزات على بعض الاختصاصات الطبية منهم التجميل والجلدية".
وقد حذَّرت النقابة المواطنين من مغبَّة الجري وراء الإعلانات المزيفة والمُضلِّلة من قِبَل ضِعاف النفوس وكُانت باستمرار تهيب بالمواطنين أن يعرفوا إذا كان الشخص الذي يقوم بإجراء التجميل أو غيره هو طبيب ولدية مزاولة مهنة أم لا.
وأشار القرالة: "في ظل زيادة عدد القضايا والشكاوى الناجمة عن الأخطاء الطبية، إلَّا أن قسم ترخيص المهن والرقابة والتفتيش وهو المسؤول عن هذه القضايا، لا تتوفر لديهم أعداد كبيرة من الموظفين للرقابة على مثل هذه الأخطاء الطبية للحَدِّ من انتشارها".