نشر الباحث الأردني بكر الرقاد عبر صفحته الشخصية على فيسبوك
لما تسمع كلمة (مومياء)، أكيد بيخطر ع بالنا مصر.
والأكيد أكثر إنه بعمرنا ما سمعنا عن "مومياء أردنية"!
إذا نزلت بيوم عالبحر الميت، ميّل ع متحف (أخفض بقعة على وجه الأرض)، راح تلاقي مومياء طبيعية لشب أردني نبطي عمره ما بين الـ 25 والـ 30 سنة، عاش بفترة القرن الرابع ميلادي.
لحد اليوم، بتشكل طبيعة البحر الميت لغز غريب لكثير علماء، بالمصدر اللي تركتلك إياه تحت بعنوان "أسفلت البحر الميت في المومياوات المصرية القديمة- لماذا؟" راح تلاقي تعظيم كبير لدور منتجات محلية أردنية في صناعة التحنيط الفرعونية القديمة، وهاذ كله يشكل لغز أكبر، خصوصاً إنه العقيدة الدينية للممالك الأردنية القديمة لسا مجهولة، واللي بنعرفه هو وجود تأثير مصري على الديانة والثقافة الاردنية القديمة بسبب الحروب بينهم.
الموضوع صعب الجزم فيه، وما فيه كثير تفاصيل، ولحد اليوم ما بنعرف إذا العقائد الدينية الأردنية القديمة شملت التحنيط او لأ، وقلة التمويل خلت مشاريع البحث في التحنيط والميمياوات بجامعة اليرموك صعب وحطها تحت اسئلة واستفاهامات بسنة الـ 2007، وحط نفس الموميا لخطر التلف قبل كم سنة عشان المكيفات بالمتحف تصرف كهربا!
هاي الموميا طبيعية، صارت بدون تدخل بشري مثل اللي اشتهر فيها الفراعنة، صارت بسبب طبيعة التربة والمناخ اللي كانت عليه بمكانها بخربة قزون بغور المزرعة.
بالنهاية، الموضوع مش تحدي بيننا وبين اللي عند مصر، مثل ما ظن بعض الناس إنه منشور مبارح هو "تحدي" بين سور الاردن وسور الصين.
ولا بنقارن بيننا وبين أي حضارة، أنا هون بحكي عن الاردن؛ الأردن اللي بنفس المقبرة اللي لقينا فيها مومياء طبيعية لشب أردني نبطي، بنلاقي فيها أرضيات فسيفسائية بيزنطية وفخاريات نبطية وملابس يونانية وأدوات من العصر الحجري.
ما بتعرف شو ممكن يخبي التاريخ، ممكن أجدادنا حنطوا بالطريقة الطبيعية بدون "تدخل بشري ملحوظ" لأنه ممكن نكون إحنا من شعوب "الهكسوس" إللي ذكرتهم نقوش الفراعنة، وممكن هالشب كان محظوظ لا أكثر.
عالعموم، هالوطن بيحضن كثير حضارات بين أضلاعه، مثل مقبرة باب الذراع التاريخية اللي قريبة من نفس موقع مومياء خربة قزون، مقبرة أردنية يرجع تاريخها لقبل 4900 سنة.