بعد أن ظلت خالية من وباء كورونا منذ ظهوره، تعرضت كيريباتي، وهي دولة مكونة من مجموعة من الجزر، لنكسة كبيرة، بعد أن فتحت حدودها لاستقبال أول رحلة طيران خارجي منذ 10 أشهر، التي جاءت محملة بعشرات حالات الإصابة بالفيروس.
وكشفت السلطات أن 35 مصابا بكورونا كانوا على متن طائرة ركاب وصلت من فيجي، الجمعة، على متنها 54 راكبا، أي أن أكثر من ثلثي ركاب الطائرة كانوا مرضى.
ونقلت «سكاي نيوز» عن صحيفة «غارديان» البريطانية، أن جميع الركاب يخضعون الآن للحجر الصحي، كما اكتُشفت إصابة أحد حراس الأمن في مركز الحجر الصحي بالفيروس، الثلاثاء، مما دفع الدولة لفرض حظر تجول لمدة أسبوعين، واتخاذ إجراءات أخرى للصحة العامة مثل ارتداء الأقنعة الإلزامي والتباعد الاجتماعي وتصاريح التطعيم للسفر خارج العاصمة تاراوا.
وتم وضع حارس الأمن واثنين ممن خالطهم بشكل مباشر في الحجر الصحي، بينما تم وضع قريته تحت الإغلاق لمدة أسبوعين.
والخميس، تم اكتشاف حالتين إيجابيتين أخريين، مما دفع الحكومة إلى الإعلان عن بدء الإغلاق الكامل، الاثنين، مع إغلاق المدارس والسماح للأشخاص فقط بمغادرة منازلهم للحصول على الخدمات الأساسية.
وتسببت أخبار الوافدين المصابين بـ«كوفيد 19»، وحارس الأمن، في ذعر السكان المحليين، خاصة أنها تسربت للجمهور بدلا من الإعلان عنها رسميا.
وقال كاروا نوايا، وهو مدرس يبلغ من العمر 32 عاما وأب لثلاثة أطفال: «كآباء، نشعر بالقلق على أطفالنا لأنهم على عكسنا، غير محصنين ولا يمكنهم الحصول على لقاح واحد في الجزيرة».
واعتبر أن وصول الفيروس «كان حتميا»، لكنه أضاف أنه «كان من الممكن تجنب التوقيت، نظرا لأن فيجي تكافح موجة ثالثة من الفيروس».
وأعرب آخرون عن قلقهم إزاء التأخير في فرض الإغلاق، كما طُرحت أسئلة حول كيفية إصابة ركاب الطائرة بالفيروس، إذ كانوا جميعا في الحجر الصحي لمدة أسبوعين قبل الرحلة، وخضعوا لاختبارات منتظمة، ولم يُسمح لهم بالصعود إلى الطائرة إلا بعد إعادة الاختبارات السلبية.
يذكر أن جمهورية كيريباتي أرخبيل يقع في المحيط الهادئ الأوسط الاستوائي، وتتكون من 32 جزيرة مرجانية وجزيرة من المرجان المرتفع، منتشرة على أكثر من 3.5 مليون كيلومتر مربع على جانبي خط الاستواء.