قال الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات إن اتساع ظاهرة التسوّل في الأردن يرتبط بجملة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن الفقر العام وما يرافقه من ضغوط معيشية يجعل الفئات محدودة الدخل الأكثر عرضة للّجوء إلى التسوّل.
وأضاف عبيدات في حديث لـ" صوت عمان" أن الظاهرة لا يمكن تفسيرها اقتصاديًا فقط، مشيرًا إلى وجود أسباب تربوية وأخلاقية تتعلق بضعف الإحساس بالكرامة الشخصية لدى المتسولين وتراجع بعض القيم المجتمعية، مبينًا أن النساء والأطفال يتأثرون بهذه الظروف بدرجة أكبر، ما يجعلهم جزءًا ظاهرًا في مشهد التسوّل اليومي.
ولفت عبيدات إلى أن جزءًا من الظاهرة بات يُدار من خلال مجموعات تعمل على تنظيم التسوّل بطرق ممنهجة، وهو ما يعتبره مؤشرًا على تحوّل التسوّل إلى "نشاط مؤسسي" يتجاوز الحالات الفردية، مبينًا أن محاربة هذه الممارسات تستدعي فهمًا دقيقًا للأسباب العميقة التي تدفع الأفراد إلى التسوّل أو تُسهِم في استغلالهم.
وأشار إلى أن تساهل بعض أفراد المجتمع مع المتسوّلين بدافع التعاطف يعزّز استمرار الظاهرة، خصوصًا أن غير المحتاجين –وفق تقديره– أكثر قدرة على إقناع الناس بالحصول على المال مقارنة بالفئات الفقيرة فعلًا، ما يجعل جزءًا كبيرًا من المساعدات يذهب لغير المستحقين.
وفي ما يتعلق بالحلول، دعا عبيدات إلى معالجة الأسباب الاقتصادية عبر تحسين مستوى الدخل والدعم الموجّه للأسر المحتاجة، مع التأكد من وصول المساعدات إلى الفئات التي تنطبق عليها معايير الفقر فعليًا.
وشدد على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي لمنع تقديم المال دون تقييم للحاجة، إلى جانب فرض تطبيقات قانونية صارمة تلاحق الجهات التي تدير التسوّل بصورة منظّمة.