في شراكة بين هيئة شباب كلنا الأردن وشبابنا عزوة، وهي شركة غير ربحية تستخدم أدوات السياحة والتراث لتغيير تجربة السائح في الأردن، أطلقت شبابنا عزوة في عام 2025 سلسلة من المبادرات تحت اسم "صنع في" لتشمل عدة محافظات، وتهدف إلى تحويل الهدايا التذكارية المتوفرة في الأسواق من منتجات مصنوعة خارج البلاد إلى قطع تحمل بصمة سكان كل محافظة.
تحت رعاية معالي حديثة جمال الخريشة رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، عُقد اليوم الأربعاء الموافق الخامس من تشرين الثاني حفل إطلاق المجموعة الأولى من مبادرة )صنع في عمّان( التي تضم اثنتي عشر هدية تذكارية، صممها شبابنا عزوة من مشاعر ومرويات المشاركين من سكان عمّان، بعد مشاركتهم في برنامج تدريبي استمر شهرين حول أهمية الهدايا التذكارية في تجربة السائح، وكيفية تحويل المشاعر والقصص إلى منتجات، إضافة إلى جانب تقني شمل اختيار المواد المناسبة وتصميمها وتسعيرها، بحيث تُعرض المنتجات في منافذ متجر الأردن في عمّان.
تقول ريمان الدويك، المصممة ومديرة المشاريع في شبابنا عزوة والمتخصصة في الترويج السياحي وتجربة السائح، إن هذه المبادرة تأتي ضمن جهود مستمرة لتغيير تجربة السائح في الأردن، وتحديدًا في عمّان، اعتمادًا على منتجات بسيطة تروي قصصًا لا تُباع كأشياء مادية فقط بل كجزء من الذاكرة العاطفية للمدينة، وهو ما نطلق عليه الشراء العاطفي الذي يعتمد على زيارة المكان وسماع قصته، ثم اختيار هدية تذكارية تمثل تلك القصة بشكل ملموس.
فعلى سبيل المثال، استوحينا مغناطيس -قصر الحسينية- من مشاعر الطفل جورج الذي يمر من دابوق كل يوم ويعتقد أن وجود مكتب جلالة الملك فيه هو رمز للحماية. رسم الطفل باب القصر على ورقة، وحولنا رسمته إلى قطعة تذكارية يمكن للسائح اقتناؤها، كأنها جزء من ذاكرة طفل من عمّان.
وفي مثال آخر، عبّرت الفنانة إسراء عن رمزية بيوت عمّان المتلاصقة وعن قرب الجيران والعائلات من خلال رسم فني حوّلناه إلى قواعد فناجين، تحمل في طياتها طراز المدينة الاجتماعي والعمراني، في رسالة تدعو الزائر لتذوق مشروبه المفضل مع عائلته وهو يحمل معه جزءًا من حياة عمّانية أصيلة.
من جانبه أشار يزيد الخروب، مؤسس شبابنا عزوة، إلى أن الأثر الاقتصادي بدأ ينعكس على المجتمع المحلي من خلال بيع هذه الهدايا التذكارية المصنوعة بأيادٍ محلية، مؤكداً أننا على الرغم من انطلاقتنا المتواضعة إلا أننا نستعد لعودة قوية للسياحة، ونعمل على الترويج لهذه القصص عبر معارض وزيارات متخصصة. نخطط لإقامة معرض في مادبا لعرض هذه المنتجات بهدف تعريف السائح بالمنتجات العمّانية وتشجيعه على إطالة إقامته لزيارة الأماكن نفسها التي استُلهمت منها، مثل ديوان الدوق ومتحف الأردن