منذ عقود، ومواقفنا تجاه القضية الفلسطينية ثابتة لا تتبدل، راسخة لا تهتز. نحن أبناء هذا الوطن، حملنا فلسطين في قلوبنا قبل أن يحملها تجار الشعارات على ألسنتهم. لم نكن يوماً بحاجة لمن يزايد علينا، ولم نسمح لأنفسنا أن نحول وجع غزة إلى ورقة سياسية أو منصة للشغب والتخريب أو وسيلة لبث الفتن والسموم.
اليوم، نرى بعض الأصوات التي تتقن فن اللعب على عواطف الناس، تُطلّ علينا بأقنعة الدفاع عن الأمة، بينما أجنداتهم مفضوحة، وأهدافهم ليست نصرة فلسطين، بل النيل من أمننا واستقرارنا. هؤلاء المدفوعون بأوامر خارجية، لا يهمهم دم شهيد ولا صرخة أم ثكلى، بل كل ما يهمهم هو زرع الفوضى وإضعاف الجبهة الداخلية.
من أراد أن ينصر قضيته، فليبدأ من بلده. فليحفظ وحدته، ويقوي مؤسساته، ويكون سنداً لدولته. أما من اختار التخريب والتصيد بالماء العكر تحت ذريعة الغضب والتضامن، فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم، وهم أبرياء من قضايا الأمة كما الذئب بريء من دم يوسف.
نحن مع فلسطين، وسنبقى معها، ولكن لن نسمح بأن تُستغل معاناة أهلنا في غزة لتصفية حسابات داخلية أو لإثارة البلبلة. لن نقبل بأن يكون الوطن ساحة لمن يدّعون الغيرة على القدس، وهم لا يعرفون من التضحية إلا العناوين.
حفظ الله الأردن، وحفظ مليكنا المفدى، وولي عهده الأمين، وسدد خطى أجهزتنا الأمنية التي هي صمام أمان هذا الوطن.