سيدة خمسينية أردنية، تحمل في قلبها إرادة لا تلين وعزيمة لا تعرف المستحيل.
رائدة محمد بني خلف، التي كانت قد تفرغت طوال سنوات حياتها لتربية أولادها والاعتناء بأسرتها، قررت أن تُعيد تحقيق حلمها الذي ظل يراودها منذ سنوات: إتمام دراستها الثانوية العامة.
في تصريح خاص لصوت عمان
صرحت السيدة رائد بصوت مليء بالتحدي والحماسة أنها كانت دائمًا تحلم بإكمال دراستها، لكن زواجها المبكر وتتابع مسؤولياتها العائلية والمادية حال دون تحقيق هذا الحلم.
وعلى الرغم من هذه التحديات، استطاعت هذا العام أن تُقسم المواد الدراسية على مرحلتين، لتتمكن من مواجهة المواد التي كانت تعتبرها الأصعب، مثل مادة الكيمياء والإنجليزية.
ومع الدعم الكبير من بناتها، اللاتي ساعدنها في التوفيق بين واجباتها الدراسية ومسؤوليات البيت، بالإضافة إلى الدعم الخاص من زوجها أبو براءة، استطاعت أن تحقق معدل 88% في امتحانات الثانوية العامة.
تشير رائدة إلى أنها كانت متخوفة من مادة الكيمياء والإنجليزية بسبب صعوبتهما بالنسبة لها، لكن بفضل الدعم الكبير من المعلمين مثل الأستاذ جلال طعامنة، والأستاذة عبير العمري، والاستاذة رولا، وكذلك تشجيع بناتها لها تمكنت من تجاوز الصعوبات وتحقيق هذا الإنجاز الكبير.
وتؤكد رائدة أنها لو كانت قد إتخذت وقتها الكامل للدراسة دون الالتزامات العائلية، لكانت قد حققت معدلًا أعلى، لكن الظروف كانت قاسية.
ورغم التحديات التي واجهتها، خاصة الحالة الصحية لزوجها الذي يعاني من جلطتين على القلب، لم تستسلم، بل تمسكت بحلمها وواصلت.
واضافت أنه من أكبر الصعوبات التي واجهتها كانت تطور وسائل التعليم والتكنولوجيا، خاصة في ما يتعلق بالدروس الخصوصية والبطاقات الدراسية
ورغم ذلك، ومع دعم بناتها وتوجيههن، استطاعت أن تتجاوز كل تلك العوائق.
رائدة لم تتوقف عند هذه المرحلة، بل لديها طموحات أكبر. حيث تخطط لدراسة تخصص "معلم صف”، وذلك لأن لديها شغفًا كبيرًا بتعليم الأطفال، وتؤكد أن دعم الحالة المادية سيكون مفتاحًا لتحقيق حلمها في إكمال دراستها الجامعية، خاصة وأن زوجها يعمل في السرك العسكري، مما يجعل الأمور المالية صعبة.
وفي رسالتها لكل من يسعى لتحقيق حلمه، تقول رائدة: "الإصرار فوق كل شيء، ولا يوجد شيء مستحيل، وكل شيء في بدايته صعب، لكن مع العزيمة والتحدي يمكننا تحقيق أي هدف.”