يعاني أصحاب ومربو المواشي في البلاد من آثار موسم الجفاف الذي يضرب المنطقة نتيجة تأخر هطول الأمطار، مما أثر سلبًا على إنتاجهم وسبل عيشهم. ومع تزايد التحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي، تتعالى الأصوات المطالبة بإجراءات عاجلة من الجهات المعنية.
يعتبر قطاع تربية المواشي من القطاعات الأساسية التي يعتمد عليها نحو 60% من العائلات في البلاد، حيث يلعب دورًا كبيرًا في توفير فرص العمل وتعزيز الأمن الغذائي. إلا أن الظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، جعلت من الصعب على المربين الاستمرار في عملهم.
وفي هذا السياق، يطالب أصحاب المزارع والمنتجون وزارة الزراعة والصناعة والتجارة بالنظر في تخفيض أسعار الأعلاف، التي أصبحت عبئًا ثقيلاً على كاهلهم. حيث تشير التقديرات إلى أن تكلفة الأعلاف قد زادت بشكل كبير، مما يهدد استدامة هذا القطاع ويؤثر على قدرة المربين على تلبية احتياجات السوق.
كما يعبر صغار المزارعين عن قلقهم المتزايد بشأن القروض التي تثقل كاهلهم. فقد طالبوا بإعفائهم من القروض أو تأجيلها، خاصةً لأولئك الذين تقل قروضهم عن 10 آلاف دينار. ويأتي هذا الطلب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العديد منهم، مما يستدعي تدخلًا سريعًا من الجهات المختصة لتخفيف الأعباء المالية عن كاهلهم.
إضافة إلى ذلك، يواجه القطاع تحديًا آخر يتمثل في ارتفاع أجور العمالة الوافدة. وفي ظل هذه الظروف، يطالب المربون وزارة العمل بتنظيم العمالة الوافدة بما يتناسب مع احتياجات السوق المحلية، وذلك لضمان استقرار الأجور وتوفير عمالة مؤهلة تدعم الإنتاج.
إن الوضع الراهن يتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية للتعامل مع هذه الأزمة بشكل فعّال. فمربي المواشي ليسوا فقط منتجين، بل هم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لذا فإن الاستجابة لمطالبهم ستكون خطوة هامة نحو ضمان استدامة هذا القطاع الحيوي وتحقيق الأمن الغذائي للمجتمع ككل.
يبقى الأمل معقودًا على الجهات المعنية للاستجابة السريعة لهذه المطالب، والعمل على وضع حلول جذرية تضمن استمرار مربي المواشي في أداء دورهم المهم في المجتمع، وتخفيف الأعباء عن كاهلهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.