في ساعات الظهيرة من يوم السبت الموافق 7 كانون الأول لعام 2024، ومع اقتراب المعارضة السورية من وصول دمشق بعد انسحاب جيش النظام السوري من حمص وريفها وسط البلاد، أمر بشار الأسد وفق تقرير "وول ستريت جورنال" الأمريكية قواته بتطويق دمشق، واختفى بعد هذا عن رادار اتصالات المقربين منه، منذ تلك الظهيرة.
انسحابات متكررة لجيش النظام من مرافق عسكرية هامة كمطار المزة العسكري عقبت هذا الأمر، واستمرت حتى صبيحة اليوم التالي، تزامنا مع تحرك الجنوب السوري الذي أصبح خارج قبضة النظام، ودخول الفصائل المعارضة لأحياء عربين ودوما والمعضمية وغيرها الكثير من مناطق الريف الدمشقي، في وقت كان قد اتخذ فيه بشار الأسد قرار الهرب منذ مساء السبت، أي عقب ساعات من البيان العسكري السوري الذي خرج به وزير دفاع النظام وأكد بأن الجيش لازال يمارس مهامه على أكمل وجه في العاصمة دمشق وريفها.
السبت ليلا، طلب بشار الأسد من حراسه الشخصيين إحضار ابنه الثاني كريم الذي كان يُرمز له بالرقم (35)، من المنزل إلى القصر الرئاسي، فيما كانت زوجته أسماء برفقته قد عادت من روسيا قبل يومين، وكان ابنه الأكبر حافظ وابنته زين في روسيا منذ أشهر، العاشرة ليلا وفق معلومات من مقربين بالقصر الجمهوري، قوة روسية خاصة تصل القصر الجمهوري، اتضح لاحقا أن مهمتها إخراج الأسد وعائلته إلى روسيا، متجهين بداية إلى قاعدة حميميم.
وبقيت الطائرة لوقت قصير هناك قبل أن تغادر إلى موسكو، وتكفلت هذه القوة وفق المصادر بنقل ممتلكات الأسد الخاصة، وكل مقتنياته الثمينة وما أراد إخراجه من وثائق هامة معه، قبيل عملية الهرب.
بأمر من بوتين، نال الرئيس السوري الذي سقط نظامه مؤخرا حق اللجوء "إنسانيا" في روسيا، واصطحب معه وفق ذات المصادر، كاتم أسراره كما يُوصف، وهو وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، الشخص الوحيد الذي هرب على متن ذات الطائرة وهو من خارج العائلة، حيث لم يخبر الأسد بهروبه أخيه ماهر، بينما حتى اللحظة، تتضارب الأنباء حول أماكن بقية رموز النظام، فقيل بأن بعضهم قُتل أثناء هربه إلى لبنان، ومنهم من هرب إلى روسيا أيضا، وآخرين يكتنف الغموض مصيرهم، حتى الآن على الأقل.