في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي منصة للتعبير عن الآراء والمشاعر، نجد أن التعليقات والمواقف تتغير بشكل دراماتيكي. فبينما كان لقب "ملك جمال الأردن" يحمل في طياته الكثير من الفخر والطموح، إلا أنه أيضًا كان سببًا لتنمر البعض وجرح مشاعر آخرين.
هذا ما حدث مع الشاب ايمن العلي الذي اختار أن يتبنى هذا اللقب، ليجد نفسه في مواجهة قسوة بعض الناس الذين لم يترددوا في استخدامه كأداة للسخرية.
عندما أصيب هذا الشاب بمرض السرطان، تغيرت الصورة تمامًا. بدلًا من الاستهزاء، بدأ الناس يتعاطفون معه ويستذكرون اللقب الذي كان سببًا لألمه. وكأنهم أدركوا فجأة قيمة الحياة وصعوبة المعاناة التي يمر بها، ليعيدوا إحياء اللقب، لكن هذه المرة بعباءة من التعاطف والاحترام.
هذا التحول المفاجئ في نظرة الناس يثير تساؤلات عميقة حول طبيعة العلاقات الإنسانية وكيف يمكن أن تتغير المشاعر تجاه شخص ما بناءً على ظروفه. هل يحتاج الإنسان إلى المرور بتجارب مؤلمة ليحظى بالتقدير والاحترام؟ أم أن المجتمع بحاجة إلى إعادة تقييم لقيمه ومعاييره قبل أن ينقلب على شخص ما؟
إن مرض السرطان، بحد ذاته، هو تجربة قاسية تحمل في طياتها الكثير من الألم والصراع. ولكنها أيضًا تعكس قوة الإرادة والعزيمة. فالشاب الذي واجه هذا المرض لم يكن فقط ضحية للتنمر، بل أصبح رمزًا للأمل والتحدي. إن قصته تمثل رحلة من الألم إلى التعافي، ومن السخرية إلى التعاطف.
ينبغي علينا جميعًا أن نكون أكثر وعيًا بمشاعر الآخرين وأن نتجنب الحكم عليهم بناءً على مظهرهم أو إنجازاتهم. فكل إنسان يحمل قصة خاصة به، وقد يواجه تحديات لا نعرف عنها شيئًا. لنتعلم من تجربة "ملك جمال الأردن" أن التعاطف هو الطريق نحو بناء مجتمع أكثر إنسانية وتفهمًا، وأن النجاح لا يجب أن يكون مرتبطًا بالمعاناة، بل يمكن أن يكون مصدر إلهام للآخرين.
شافاك الله وعافاك، فقصتك هي درس لنا جميعًا حول قوة الإرادة وأهمية التعاطف في عالم مليء بالتحديات.