يُعد قطاع الثروة الحيوانية من أهم مكونات القطاع الزراعي في الأردن، لدوره في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، القائمة على قطاعات فرعية مثل تربية الدواجن، وقطاع إنتاج الحليب البقري، وقطاع إنتاج اللحوم الحمراء، وإناج البيض، وقطاع تربية الماشية، اللذينَ يحملونَ أهميةً مجتمعيةً وأهميةً اقتصاديةً كبيرة.
هناك تحديات كبيرة تتعارض مع تحسين الإنتاج الحيواني وتنمية الثروة الحيوانية في الوطن العربي، تشمل محدودية المصادر والموارد كالأعلاف والمياه والمساحات العشبية، والتغير المناخي الملحوظ، وانتشار الأمراض المعدية بين الحيوانات، وأكثر من ذلك بكثير، وقد خلق هذا تحديًا كبيرًا يجِب التصدي له والمساهمة في وضع الحلول له.
يواجه قطاع الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني العديد من التحديات التي تؤثر على قدرته في تلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي من اللحوم، والألبان، والمنتجات الحيوانية الأخرى، وتتطلب هذه التحديات تضافر الجهود الحكومية والخاصة لإيجاد حلول مستدامة تضمن استمرارية الإنتاج وتحسين جودته مما يُؤثر على أساليب تنمية الثروة الحيوانية المتبعة، وتشمل أبرز التحديات:
تؤدي الأمراض المعدية إلى موت أو مرض أعداد كبيرة من الحيوانات، وحدوث خسائر مباشرة للمزارعين والشركات المنتجة للحيوانات، ويُؤثر هذا الانخفاض على توافر المنتجات الحيوانية، وقد تتسبب الأمراض في انخفاض إنتاجية الحيوانات أو تراجع معدلات خصوبتها وتكاثرها، ومن ناحية أخرى، يُمكن أن تثارُ المخاوف لدى المستهلكين حول سلامة المنتجات الحيوانية، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على هذه المنتجات وتراجع أسعارها في الأسواق والتأثير على الاقتصاد المحلي والتأثير على طرق تنمية الثروة الحيوانية والاستدامة.
تحتاج الحيوانات إلى كميات كبيرة من المياه للشرب يوميًا، خاصةً في المناخات الحارة، إذ يُمكن أن تُؤدي قلة المياه إلى إصابة الحيوانات بالجفاف، ومن ناحية أخرى، يُؤثر انخفاض محدودية المياه على المراعي العشبية التي تتغذى عليها الحيوانات، وهو ما يخلق تحديًا إضافيًا على المزارعين في شراء الأعلاف، كما يتسبب نقص المياه إلى اضطرار المزارعين للجوء إلى حلول بديلة لجلب المياه، مثل استخدام الصهاريج أو حفر الآبار، وهي جميعًا إجراءات مكلفة تُؤثر سلبًا على قطاع الثروة الحيوانية.
الأعلاف المتنوعة والمغذية ضرورية لصحة الحيوانات وتكاثرها وإنتاجها، لكن، تُجبر محدودية الأعلاف المزارعين على تقليل الحصص الغذائية أو الاعتماد على أنواع أعلاف عديمة الجودة، والذي يُضعف بدوره من نمو الحيوانات ويجعلها أكثر عرضة للأمراض وأقل مقاومة للعدوى.
في حال نقص الأعلاف الصناعية أو زيادة أسعار الاعلاف الحيوانية، سوف يزيد الضغط على المراعي الطبيعية، فتتدهور حالة التربة وتزيد معدلات التصحر، خاصةً في المناطق الجافة أو شبه الجافة، فتنخفض إنتاجية هذه الأراضي على المدى الطويل، وبالتالي يتأثر قطاع الثروة الحيوانية.
أدى التغير المناخي الذي نشهده اليوم إلى أحداث مناخية متطرفة، تشمل موجات الحر، والفيضانات، والعواصف، والصقيع، وانخفاض هطول الأمطار، والتي تحمل التأثيرات التالية على قطاع الإنتاج الحيواني والثروة الحيوانية:
تؤدي موجات الحر لإجهاد الحيوانات، فينخفض نموها وإنتاجها، ويُمكن أن يُؤدي لإصابتها بالأمراض أو موتها في بعض الحالات.
يُؤدي انخفاض هطول الأمطار إلى تدهور المراعي الطبيعية التي تتغذى عليها الحيوانات.
يُؤثر انخفاض هطول الأمطار إلى تدني إنتاج المحاصيل المستخدمة في صناعة الأعلاف.
تُلحق العواصف والفيضانات أضرارًا بالبنى التحتية، أو تُدمر المراعي الطبيعية للحيوانات، أو تُؤثر تأثيرًا مباشرًا على الحيوانات ذاتها، مما يُؤدي لإصابتها أو موتها.
التغير المناخي يمكن أن يؤثر على سلاسل الإمداد العالمية، مما يؤثر على تصدير واستيراد منتجات الثروة الحيوانية، هذه التأثيرات يمكن أن تؤدي إلى النقص في بعض الأسواق وزيادة في الأسعار العالمية.
قد تعتمد الطرق التقليدية في تربية الحيوانات على استخدام أعلاف ذات جودة منخفضة وغير متوازنة وغير مدروسة من الناحية الغذائية، أو يلجأ بعض المزارعين فقط للأراضي العشبية والرعي الجائر من أجل تغذية المواشي، وذلك يُدمر الأراضي الزراعية ويستنزف طاقتها، فتتدمر المساحات التي يُمكن أن تتغذى عليها الحيوانات، فيُؤثر ذلك سلبًا على الثروة الحيوانية.
من ناحية استخدام التكنولوجيا، قد يُساعد نقل التقنيات الحديثة إلى مربي الثروة الحيوانية إلى تحسين وزيادة إنتاجية قطعانهم، على سبيل المثال:
استخدام تقنيات تحليل الأعلاف يمكن أن تساعد في تحديد جودة الأعلاف وتعديلها وفقًا لاحتياجات الحيوانات الغذائية.
استخدام تقنيات التصوير مثل الأشعة تحت الحمراء والمستشعرات الحيوية لتشخيص الأمراض مبكرًا عند الحيوانات قبل تطورها.
تطبيق أنظمة الرصد البيطري عن بُعد لمراقبة صحة الحيوانات باستمرار وإرسال تنبيهات في حال وجود مشاكل صحية.
استخدام علم تحليل البيانات لتحسين عمليات اتخاذ القرار في ما يخص تربية وتغذية الحيوانات والعناية بها.
تُوجد حاجة ملحة لتطبيق العديد من الاستراتيجيات الحديثة لمواجهة تحديات الإنتاج التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية عبر إيجاد حلول جذرية، ولا يُمكن تحقيق ذلك إلى عبر تكثيف الجهود العالمية وتوحيدها، وذلك عبر تكوين الشراكات والانفتاح على التكنولوجيا، والاطلاع على الأسواق العالمية واتجاهاتها في قطاع الإنتاج الحيواني وصناعة الأعلاف وتربية المواشي، وذلك بسبب أهمية الثروة الحيوانية في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين فرص الاستثمار في الثروة الحيوانية وتنميتها.
يُوفر معرض بترا للثروة الحيوانية 2024 في دورته الثانية فرصةً لجميع العاملين والمتخصصين في قطاع الإنتاج الحيواني عامةً الفرصة المثالية للتواصل مع أبرز الشركات العالمية في هذا المجال، واستكشاف أحدث الابتكارات والتقنيات التي يمكن أن تسهم في تعزيز فعالية الإنتاج وجودة الأعلاف، كما يتيح المعرض للمشاركين فرصة تبادل الخبرات والمعرفة حول أفضل الممارسات في تربية المواشي وإدارة المزارع، مما يساهم في تطوير استراتيجيات فعّالة لتحسين الإنتاجية ومواجهة التحديات بجاهزية تامة، والمساعدة على تحقيق إنتاج حيواني مستدام.
تشمل أهم التفاصيل حول المعرض:
كيفية التسجيل في المعرض: من خلال الرابط http://rb.gy/tp4kab
وتعبئة المعلومات الخاصة بك، وسوف يتواصل معك المعرض في أقرب وقت.
موقع المعرض: معرض عمان الدولي للسيارات، طريق المطار
تاريخ المعرض: يبدأ المعرض في 5 سبتمبر وينتهي في 7 من سبتمبر العام الحالي 2024
مدة المعرض: 3 أيام
معلومات التواصل مع المعرض: 0796568777
البريد الإلكتروني: Info@petra-expo.com
الثروة الحيوانية في الوطن العربي