قال الخبير السياسي، الدكتور منذر الحوارات، إن الدافع الرئيسي خلف اغتيال اسماعيل هنية، كونه يعد أقوى رئيس وقائد سياسي في مكتب حماس، مضيفًا أن اسرائيل أرادت إرسال رسالة مزدوجة إلى حزب الله وإيران "أن ذراعنا الطويل قادر على أن يطال أي أحد في إيران أو الضاحية الجنوبية في لبنان كما بدا عندما اغتالت قائد حزب الله".
وأشار الحوارات لـ"صوت عمان" أن اسرائيل تعيد القوة الاستخباراتية التي كانت تدعي أنها تتميز بها على مدى عقود والتي انهاها طوفان الأقصى، موضحًا أن في هذه العمليات النوعية جدًا والمعتمدة على معلومات استخباراتية هائلة، استطاعت أن تعيد بناءها من جديد.
وأضاف الحوارات أن اسرائيل اغتالت قائد حزب الله في معقله (الضاحية الجنوبية) والآن هي تغتال اسماعيل هنية في (طهران)، بحيث تقول عن نفسها أنها قلعة محور المناعة وهي قادرة على حمايته، موضحًا أن اسرائيل ترسل لإيران رسالة "بأنها غير قادرة على أن تحمي نفسك فما بالك إذا أردتي أن تحمي الآخرين".
وبين الحوارات أن هذه محاولة اسرائيلية للضغط على الأطراف المشاركة في الصراع الحالي للجلوس على طاولة المفاوضات أو الرد بطريقة كبيرة تحقق لإسرائيل ما تريد وهو الإنخراط في حرب شاملة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار الحوارات أنه عندما تختفي شخصية مهمة مثل اسماعيل هنية "معنى ذلك أنه سيترك أثر سياسي كبير ليس له امكانية أن يعوض بهذه السهولة"، مضيفًا سيؤدي اختفاء هنية إلى هدوء الحركة نوعًا ما إلى أن تستطيع إيجاد البديل المناسب أو الشخص الذي يملئ فراغ هذا الرجل الكبير، وبالتالي لا يمكن ألا يؤدي اغتياله إلى حالة سياسية ما.
وأضاف الحوارات: "نحن نذهب باتجاهين في تطور المشهد بعد اغتيال هنية، الاتجاه الأول هو اقتناع الأطراف بأنه لا يمكن تحقيق نتائج عسكرية مهما كانت وبالتالي الجلوس إلى طاولة المفاوضات، موضحًا الاتجاه الثاني بأن تذهب طاولة الأطراف إلى التصعيد الكبير، وبالتالي نذهب إلى عمليات عسكرية مستدامة قد تؤدي إلى توسع المشهد والدخول في حرب شاملة".
وأشار الحوارات أن هناك نوعين من ردود الفعل الدولية، حيث يكون رد فعل الدول الغربية والولايات المتحدة أنها تعتبر الاغتيال جزء من عملية دفاع اسرائيل عن نفسها، وبالتالي تعتبره عملًا مشروعًا، مضيفًا أن دول أخرى ترى أن هذا الاغتيال هو اغتيال سياسي يجب معاقبة الجهة التي قامت فيه وهي هنا اسرائيل والتي لم تعترف إلى الآن بإغتيال هنية وأبقت ما أشبه بالغموض الاستراتيجي على الأمر، وبالتالي لم تعترف أو لم تقل لم أفعل.
ولفت الحوارات إلى أننا أمام مشهد دولي منقسم على نفسه، "الكل يرى في العملية ما يتوافق مع قناعته ورؤيته للحالة الفلسطينية والنضال الفلسطيني أو يرى أنها عملية ارهابية يجب الوقوف معها".
وبين الحوارات أن رد فعل حماس اتجاه هذا الاغتيال إما أن تعلم أن ضغط اسرائيل وصل إلى حده الأقصى ويتصاعد، وبالتالي تحاول أن تجد حلول سلمية أو الجلوس إلى طاولة المفاوضات أو أن تذهب إلى التصعيد لوحدها أو في اطار محور كامل متكامل، لافتًا أن العسكرية الآن لحماس لم تعد كما كانت في السابق، بحيث من الصعب أن ترد بحجم هذا العمل التي قامت به دولة الاحتلال، لكن اذا كانت مع محورها (محور المقاومة) فهي قادرة على أن توجه ردًا موجعًا لدولة الاحتلال.
ولفت الحوارات أن عملية المراهنة على رد مستقبلي هي مربوطة بالأيام القادمة وليست في اللحظة الراهنة.