قال استشاري القلب والشرايين الدكتور رائد العوايشة، إن هنالك عوامل كثيرة وبعضها خطير، تعتبر من أسباب زيادة الإصابة بالجلطات القلبية لدى الشباب في هذه الفترة، موضحًا أنه كلما زادت عوامل الخطورة زادت الجلطات.
وأشار العوايشة لـ"صوت عمان" أن عوامل الخطورة تتضمن ارتفاع ضغط الدم والكولسترول وتغير نوعية الأكل والإصابة بالسكري ونوعية الحركة وقلة ممارسة الرياضة، مشيراً أن كل هذا يحدث لدى الشباب أكثر من الكبار.
وبين العوايشة أن الحوامل ممكن أن تتعرض لهذه الجلطات بسبب التعرض للاجهاد النفسي الذي يعمل على انسداد الشرايين.
ولفت العوايشة إلى أنه لا يوجد اثبات علمي، على أن لقاح كورونا هو المسبب للجلطات القلبية، منوهاً أن في بداية أخذ اللقاحات خلال جائحة كورونا، زادت الإصابة بتجلطات الدم، من أسبوع لـ 3 أسابيع فقط، وليس على المدى البعيد.
ونوه العوايشة لأهمية الوقاية من هذه التجلطات، حيث يجب التحكم بأنواع الخطورة، مشيرًا إلى أهمية ممارسة الرياضة بشكل منتظم وتغير نمط الحياة والابتعاد عن الجلسات الضارة كالدخان والأراجيل وتناول الأطعمة غير الصحية.
من جهتها، قالت الاستشارية النفسية والأسرية الدكتورة حنين البطوش، إن الشباب يواجهون اليوم تحديات جمة في ظل تسارع نبض الحياة وصخب العصر، لافتة إلى أن أخطرها قد لا يكون متمثلاً في ضغوطات العمل أو الدراسة، بل في صحة القلب، ذلك العضو النابض بالحياة الذي يصبح مهددًا بمخاطر لم تكن معهودة في السابق.
وأشارت الاستشارية النفسية لـ"صوت عمان" أن العوامل الوراثية تساهم في ازدياد هذه الظاهرة، حيث تلعب الجينات دورًا هامًا في تحديد قابلية الفرد للاصابة بأمراض القلب، مُضيفةً أنه ما يزيد من خطر الإصابة عند الشباب، وجود تاريخ عائلي من النوبات القلبية ونمط الحياة غير الصحي وقلة النشاط البدني حيث يضعف عضلة القلب ويزيد من تراكم الدهون في الشرايين.
وأضافت البطوش بأن النظام الغذائي غير الصحي كالإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون يساهم في ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وزيادة نسبة التدخين يلحق ضررًا كبيرًا بالأوعية الدموية ويزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
كما وأشارت إلى أن العوامل النفسية كالتوتر والقلق المزمنان، يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب، مضيفةً أنه يؤثر سلبًا على صحة القلب، مشيرة إلى أن الإكتئاب يساعد على زيادة الاصابة بأمراض القلب.
وبينت البطوش أن الضغوطات النفسية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية والتعرض لها بشكل مستمر يؤثر سلبًا على صحتنا الجسدية والعقلية، حيث يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتزول والأدرينالين التي تساعد الجسم على التعامل مع المواقف المرهقة.
وأضافت إلى أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية كـ"الفقر"، حيث يقلل من فرص الحصول على الرعاية الصحية الجيدة، مضيفةً أن الوصول إلى الرعاية الصحية أحياناً قد يكون محدودًا في بعض المجتمعات، مما يؤخر تشخيص وعلاج أمراض القلب.
وبينت أن هناك بعض النصائح التي يمكن للشعب الأردني اتباعها لتخفيف ضغوطات الحياة، مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي وتناول الكثير من الفواكة والخضراوات والحبوب الكاملة وتقليل من تناول الدهون المشبعة والسكريات المضافة والاقلاع عن التدخين والحصول على قسط كافٍ من النوم.
وأكدت أن هناك العديد من تقنيات إدارة التوتر، مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق.
وأشارت إلى أنه من المهم إجراء فحوصات طبية منتظمة مع الطبيب لمتابعة صحتك، مضيفةً "حتى لو كان الشخص يعاني من التوتر والقلق فلا يتردد من طلب المساعدة من طبيب نفسي أو معالج".