أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله على أن فشل العالم بوقف الفظائع الإسرائيلية في غزة يشكل "سابقة خطيرة للغاية” لبقية العالم، وقالت حان الوقت أن يستخدم المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة نفوذه السياسي لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات. ونبهت الى ان تصرفات إسرائيل ليست خيانة لأهل غزة فقط، بل هي في الحقيقة خيانة للضمانات التي تهدف للحفاظ على سلامتنا جميعاً.
واضافت خلال مقابلة تلفزيونية بثت صباح الأحد مع الاعلامية الامريكية مارغريت برينان في برنامج "فيس ذا نيشن" على شبكة سي بي إس في نيويورك: "هناك شعور بالتطبيق الانتقائي للقانون الإنساني وشعور بالظلم، شعور بأن حياتنا ليس لها ذات القيمة. وهذا شيء أعتقد أنه بالتأكيد يتسبب بخسارة كبيرة لمصداقية الولايات المتحدة، كما أنه يتسبب في إعادة تفكيرنا لنظرتنا بالمنظومة العالمية.
وقالت أن حلفاء اسرائيل وعندما يفشلون في تحميلها المسؤولية عن أفعالها، يخلق ثقافة الإفلات من العقاب. وهذا هو الوضع لعقود، حيث تشعر اسرائيل أنهم الاستثناء لكل قانون ومعيار دولي. فإما ان تكون جزءاً من المجتمع الدولي وتلتزم بالقواعد، أو تكون دولة منبوذة."
اكدت جلالتها" أن غزة الآن مثال على نموذج مصغر للفوضى العالمية الجديدة... وعن انهيار المعايير الدولية وعودة "البقاء للأقوى". وأعتقد أن ذلك خطير للغاية، ليس لمنطقتنا فحسب بل للعالم بأكمله."
وسلطت جلالتها الضوء على الكارثة الإنسانية الأليمة التي خلقتها إسرائيل في غزة، وقالت " مدن بأكملها تحولت إلى أراضٍ قاحلة، أطفال سعداء في مرحلة النمو أصبحوا مجرد عظم وجلد، 2 مليون و300 الف شخص في منطقة محصورة يعيشون جحيماً كل يوم. وللأسف غزة فيها الآن أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف، وكل بضعة أيام، يموت أطفل من الجوع. نحن في العالم العربي نشاهد هذه الحرب في بث حي يومياً، أصبح جزءا أساسياً من حياتنا وأمرا مدمرا للغاية."
وقالت" إذا لم نغمر غزة بالمساعدات قريباً، فسنواجه مجاعة جماعية. ولا أعرف كيف يكون العالم سعيداً بفعل ذلك. إنها وصمة عار كبيرة في ضميرنا العالمي، رؤية ما يحدث بالعرض البطيء دون فعل شيء حياله."
كما دعت المجتمع الدولي إلى منع إسرائيل من اجتياح واسع النطاق لرفح، ووصفت ذلك بأنه "نهاية الخط" بالنسبة لسكان غزة، الذين "تم دفعهم بشكل منهجي إلى الجنوب أكثر فأكثر" منذ بداية الحرب.
وتابعت الملكة رانيا موضحة أن تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم على مدى عقود في المجتمع الإسرائيلي كان "نهجًا متعمدًا تبنته إسرائيل من أجل تخدير الناس أمام معاناة الفلسطينيين”.
وقالت: "يتفاجأ الإسرائيليون عندما يتم استخدام كلمة إبادة جماعية، لأنهم لا يستطيعون رؤية الفلسطينيين إلا كتهديد أمني، وأنهم يستحقون ما يحدث لهم." وأكدت أن التجرد من الإنسانية يعمل في كلا الاتجاهين، "عندما تفقد قدرتك على التعاطف مع الطرف الآخر، فإنك تصبح قاسيا ويحط من إنسانيتك".
وفي جوابها على سؤال حول التأثير طويل المدى لهذه الحرب، وما إذا كان من المحتمل أن تدفع الأجيال الشابة إلى التطرف، وافقت جلالتها على ذلك، مشيرة إلى أن الحرب على غزة " قد تكون هذه الحرب إحدى أكبر أحداث التعبئة التي شهدناها في التاريخ الحديث، لأنها أبعدت الكثير من الناس وجعلتهم يشعرون أنه لا توجد عدالة في هذا العالم. وهذا مكان خطير للغاية. وقالت أيضًا هذه الحرب لا تجعل إسرائيل أو العالم مكانًا أكثر أمانًا.