2024-11-22 - الجمعة
00:00:00

آراء و مقالات

حرب غزة في يومها المئة والإنسانية المفقودة

{clean_title}
صوت عمان :  


ليندا المواجدة

مئة يوم من حرب الحقد والانتقام التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، أبرزت حقيقة هذا الكيان المدمر لكافة المبادئ والقيم الاخلاقية والإنسانية وأصبحت المنظومة الإنسانية بيد إسرائيل هباء منثورا ، وأصبحت الإنسانية تنوء تحت أقدام الغزاة الباحثين عن الوهم والنصر على أطلال غزة التي وقعت فريسة للغطرسة والعنصرية الإسرائيلية المتمرده على كافة القوانين الدولية والاخلاقية والإنسانية

لتضرب وتبيد وتقتل شعبًا أعزل يملك الحق والعزيمة والايمان بالله للدفاع عن أرضه ، مما شكل دافعا لهذا الكيان المتطرف أن يظهر حقيقته وطبيعة وجوده المبني على ترسانته الفتاكه التي تُمعن في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتهدم البيوت والمباني على رؤوس من فيها لتهجيرهم ليستوطنوا أرضهم التي ارتوت بدماء أصحابها ليخيب ظنهم بهذا الصمود الاسطوري الذي ضرب أروع الأمثلة أمام هذا العالم الذي كان عليه أن يدرك حقيقة هذا الكيان منذ اليوم الأول للحرب وأن ترسانته الاخلاقيه فارغة لردعه ، ولكن ما حدث هو العكس فقد توفر لهذا العدو كافة أنواع الدعم المبني على حساب العدالة الإنسانية التي تحفظ الكرامة والحقوق والحكمة حماية للشعوب ، حماية للأطفال ، حماية للنساء ، حماية للحياة البشرية ، التي تستحق لهذا العالم وقادته أن يسعى إلى توليفها بالعدالة المنشوده لا لتشويهها على يد هذا الاحتلال الذي اصبحت الحياة الإنسانية تمنح حسب المقاييس التي يظن هذا الاحتلال بأنها ستوفر له رغد العيش وطيب الحياة التي سيحرمها للآخرين

ولكن يبدوا أن رياح هذا الكيان تجري بما لاتشتهي سفنه التي اصبحت تملأ البحار لضمان إبادة الانسان ومقومات حياته في قطاع غزه من أجل تحقيق أهدافه المزعومه والتي لم يحقق منها سوى أبشع أنواع الصور للانسانية جمعاء ، والتي كشفت حقيقة هذا الكيان المُتباكي أمام العالم بأنه ضحية للمحارق التي حدثت له وأنه يجب على هذا العالم حمايته وعدم معاداته بالصور والمسميات التي يدرسها لأسياده في هذا العالم لديمومة احتلاله ،

والذي أصبح واضحًا وجلياً انه ما كان له ليتوانى عن القيام بأي محرقة ، ولكن ما حدث من محرقة جاءت على حساب الشعب الفلسطيني الذي اصبح الان بشهادة تاريخه أنه هو من تعرض للقتل والتهجير والتدمير ليقوم مقامه صاحب المحرقة الأولى كما يدعي ووجد من داعميه الغطاء والشرعية التي تمكنه من القيام بحرب ضد الإنسانية جمعاء
أن الأوان لهذا العالم وقادته ومع مرور المئة أن يخرج عن صمته المُريب وينتصر للحق وللحياة وللعدالة المفقودة في غياهب هذا الاحتلال الظالم الذي دفع نحو تعرية الإنسانية ومضمونها ليضمن وجوده الذي لن يتحقق عندما تفقد الإنسانية معناها وتفقد من يصونها وكفى من هذا الصمت المريب والذي لن يكون من وراءه إلا الانفجار الكبير .