أكد الخبير العسكري، اللواء المتقاعد هلال الخوالدة، اليوم الاثنين، أنه بعد مرور (38) يوماً على حرب غزة، وأكثر من اسبوعين على دخول القوات البرية الصهوينية للقطاع، إلا أن الإحتلال لم يحقق أي هدف سياسي أو عسكري، حيث لا يزال في المحاور الشمالية يراوح مكانه.
وأشار الخوالدة في تصريح خاص لـ"صوت عمان"، أن الاحتلال يواجه مقاومة شديدة على كافة المحاور، والتي أوقعت به خسائر كبيرة وتمكنت المقاومة من تدمير أكثر من (160) آلية مختلفة، وفي كل مرة يفشل الاحتلال يتجه لعمليات القصف الشديد على المواقع التي يرغب بالهجوم والتقدم باتجاها، حيث يتخذ الاحتلال عملية التدرج بالهجوم وبشكل بطيء، لكنه يتكبد خسائر لم تكن متوقعه، وذلك لأن قوات المقاومة لديها أسلحة جديدة ومؤثرة ولديها القدرة على التاثير في آليات القتال الحديثة ، مثل دبابة القتال الرئيسة ميركافا والتي كانت تعول عليها إسرائيل كثيرا لإحداث قوة في الميدان.
ولفت الخوالدة أن قوات الاحتلال تمكنت من فصل شمال قطاع غزة عن جنوبها من خلال محور جحر الديك الى تقاطع الشهداء على شارع صلاح الدين ووصولا الى شارع الرشيد على البحر ، ووضعت قواتها لمراقبة حركة اللاجئين من الشمال إلى الجنوب، وذلك لإبعاد قوات المقاومة مستقبلاً، وابعاد صواريخ حماس عن تهديده مرة ثانيه ، وسعت الى تفريغ المنطقة الشمالية كلياً من الخدمات والمستشفيات، وإجبار السكان على التوجه جنوبا مشيراً أن الجيش الإسرائيلي سيبقى لفترة طويلة جداً يسيطر على المنطقة لأسباب أمنية وسياسية وربما اقتصادية.
وتطرق الخوالدة إلى أن القوات الإسرائيلية تمكنت من الوصول إلى جنوب غرب مدينة غزة عبر منطقة تل الهوا، وما زالت تواجه مقاومة شديدة بعد سيطرتها على معظم المستشفيات شمال غرب مدينة غزة .
وقال الخوالدة، السبب في التركيز على مجمع الشفاء الطبي الذي لا تزال تحاصره، عبارة عن ورقة ضغط على السكان الموجودين في الداخل واتخاذه كمأوى ، مضيفاً انالدبابات موجوده بالقرب من المستشفيات، والجيش الإسرائيلي يحاول الضغط عليه لأنه أكبر تجمع طبي، وأيضاً إسرائيل تدعي بأن القيادة الرئيسية لقوات حماس تحت هذا المستشفى، وتسعى الى اقناع المجتمع الدولي بروايتها اضافه الى أنها تود تشويه سمعة المقاومة بادعائها ان المقاومة تتخذ دروع بشرية ، بالإضافة أنها تريد أن تتنصل من كل الخروقات لقانون حقوق الانسان الذي أرتكبتُه.
وأشار الخوالدة إلى أن إسرائيل كانت تسعى إلى عملية تهجير قسري خارج القطاع بإتجاه سيناء، ولكنه فشل بسبب الرفض الأردني والمصري لهذه الفكرة.
وفي الختام لفت الخوالدة الى أنه من المتوقع ان تكون السيناريوهات المستقبلية قد تكون إما ابقاء الصراع داخل غزه فقط واستمرار اسرائيل حربها لتحقق اهدافها، حيث تستمر القوات الإسرائيلية بعملية المناوشات والاصطدام مع قوات المقاومة دون الدخول إلى مدينة غزة وزيادة الحصار على قوات المقاومة، لحين عمل تسويه سياسية وتبادل الأسرى وحل النزاع نهائياً، أو قد تتوسع الحرب اذا استمرت إسرائيل بعملية القصف والقتل بشكل مستمر وتزايد تدخل قوات حزب الله ما قد يجعل اطراف إقليمية اخرى تدخل بالحرب مثل إيران.
وأضاف الخوالدة أنه قد تتراجع إسرائيل عن كل أهدافها وتبقى على حدود غزة، تديم الاشتباك مع قوات حماس لفترة طويلة دون عمل أي تسويه، ولا تحقق أي أهداف ولكنها قد تحقق الأهداف الأمنية وتبعد قوات المقاومة عن غلاف غزة وعن المستعمرات.