ما أن تنذر الإشارات المرورية بانتهاء مدة المرور لتعطي الحق لجهة أخرى ويضيء الأحمر، يبدأ على الفور وخلال ثوانٍ معدودة الباعة المتجولون بعرض بضائعهم المختلفة على سائقي المركبات.
من الفواكه الموسمية والمناديل الورقية (الفاين) والورود وألعاب الأطفال إلى مستلزمات المركبات وغيرها، يعمد أولئك الباعة على استخدام أساليب مختلفة في الترويج، فمنهم من يلجأ إلى التسول أو الدعاء وآخر باستعطاف المواطنين وهناك من لديه أسلوب "الطاقة الإيجابية" الذي يبتسم في وجهك وتجبرك ابتسامته على الشراء.
اللافت في الأمر أن كل تلك البضائع التي يعي كل أردني أنها قد لا تكون ذات جودة ولا يترتب عليها أي ضمان سوى "حلف اليمين"، تخضع لمساومة جريئة من قبل المشترين تصل في معظم الأحيان حد وصف المشتري بـ"المتحاذق".
يبدأ الأمر على الإشارات بإطلاق بوق أو اثنين صغيرين ليس بقصد تنبيه من هم في الصفوف الأولى بأن الإشارة "خضراء" بل للفت نظر الباعة بأن هناك من يرغب بالشراء، وهنا تتغير ملامح "الزبون" ليظهر معالم "الحذاقة" عند فتح النافذة وتوجيه سؤال "بقديش هاي معلم؟".
جواب السؤال يخضع أيضا لـ"شطارة" البائع، إلا أن المتفق عليه هو أن هؤلاء الباعة يستخدمون أسلوب المغالاة في السعر على اعتبار أنهم يعرفون بأن "الزبون" حتما سيبدأ في المساومة، ولكن الغريب أنه عند رغبتك بشراء قطعة ما تحصل على خصم هائل يصل غالبا إلى أكثر من 85 في المئة من السعر "المعلن".