2024-11-25 - الإثنين
00:00:00

آراء و مقالات

بسطات وسط البلد ، اين الدولة ؟

{clean_title}
فارس الحباشنة
صوت عمان :  
بسطات وسط البلد ،  اين الدولة ؟

الشوارع و الارصفة و الممرات في وسط عمان  مصادرة .

و بسطات تجتاح و تحتل  الشوارع و المجال العام . 

و البسطات عقدة اردنية مستعصية . 

امين عمان الراحل عقل بلتاجي نجح في اقتلاع البسطات ، و نجح في تطهير وسط البلد من مظاهر البيع العشوائي . 

و واجه بلتاجي قوى شد عكسي ، ومراكز قوى نافدة تدافع عن اقتصاد  البسطات ، وتحمي شبكات مشغلي البسطات . 

و في عهد امين عمان الحالي يوسف الشوارية عادت البسطات الى وسط البلد و بغزارة . 

و ما انجزه بلتاجي باعوام تم محوه بقرار واحد من امين عمان الحالي . 

السماح بعودة البسطات ، وعدم توجيه ادارات امانة عمان المعنية في مواجهة و محاربة تفشي البسطات . 

بل ، ان البسطات عادت بزخم و قوة ، و اكتساح للمجال العام . 

و في شوارع وممرات و ارصفة وسط البلد لا تجد موطيء لقدمك ، و تمشي و تتعثر في بسطة .

و فيما يساق من مبررات  حول البسطة .

اتركوا الناس تعيش و تسترزق . 
و كلام مسلوق باسم لقمة الخبز والبطالة  و غيرها . 

و طيب ، بالاول من حق الرأي العام ان يتعرف على الملاك الحقيقين للبسطات . 

و اتحدى ان تكشف امانة عمان عن الملاك الاصليين و الحقيقين ، و لو كشفت ستكون الحقيقة صادمة و فاجعة .

و اذكر ذات مرة ان عضو مجلس امانة اعترف بانه يملك مئتي بسطة في وسط البلد و غيرها . 

و مشغلو البسطات يعترفون بانهم يدفعون يوميا مبلغ مالي  بدل استئجار بسطة .

و ما  كانت البسطة يوما حلا اقتصاديا و اجتماعيا لقضية الفقر و البطالة . 

و لم اقرأ باي نظرية اقتصادية كونية ان البسطات عامل انتاجي في الاقتصاد و غيره . 

تخيل انك تملك 4 بسطات ، و تأجر البسطة الواحدة ب 50 دينار يوميا . 

و استثمار يوازي عمارة و تشغيل باص نقل عام ، و دخل يومي لفندق خمس نجوم . 

هناك اسواق شعبية ، و في سقف السيل و سوق الوحدات بالقرب من مجمع الجنوب ، واسواق اخرى . 

و داخل الاسواق مئات من بسطات الخضار  و المواد الغدائية و الاستهلاكية ، و تؤجر البسطات باسعار تفضيلية . 

و تم تدشين الاسواق الشعبية في عهد الراحل عقل بلتاجي للتخلص من ظاهرة
 البسطات و بديل عملي وواقعي لحصر البسطات و منع انتشارها في المجال العام.

اليوم تدخل على الاسواق  الشعبية خاوية ، والفكرة قتلت و اجهضت ، و تحاوط الاسواق الشعبية
 بسطات تمنع من دخول الناس اليها و ارتيادها لكي يقضوا حاجاتهم بالتسوق 
 . 

و لا اجد تفسيرا في قراءة ظاهرة البسطات الا انها استقواء على الدولة ، و البسطات
 مظهر  بلطجة خطير ، و مظهر لعنوان عريض تقول به ان هناك فئة اقوى من الدولة و لا يسألون باحد . 

كيف تولد البلطجة ؟ عندما تقام بسطة في قلب الشارع ، و يتحدى مشغل البسطة
 رجل الامن و يتحدى النظام العام و القانون و مؤسسات الدولة . 

و عندما تعرض البسطة بضائع منتهية الصلاحية ، وعندما يعمل في البسطة عامل وافد ..
و لا اعرف هل وزارة العمل تمنح تصاريح تحت بند عمال بسطات ؟ 

انا منحاز الى قوة الدولة العادلة ، و انا منحاز الى حماية النظام العام ، و الدعوة الى الحزم ، و محاربة الاعتداء على المجال العام مهما كان مستواها ومصدرها ،و شكلها . 

و كما يجب توقيف كل معتد على الرصيف و الشارع و تجريمه .. و من يريد اقامة بسطة و العمل
في اقتصاد البسطات هناك اماكن مخصصة اقامتها امانة عمان ، و يمكن ان يستفيد من الفرص المتاحة . 

موضوع البسطة خطير امنيا  ، وتراخي امانة عمان في تنظيم و محاربة العشوائيات البسطات
وغيرها قد يولد انفجارا ، و صناعة مظاهر اعتداء على القانون و النظام العام يستعصي مقاومتها و تطويعها . 

فمتى سوف نحرر شوارع عمان من البسطات ؟ ولم تعد مظاهر الاعتداء و تفشيها تقتصر على بسطات وسط البلد ، بل صارت ممتدة لمظاهر اكبر  على شكل  اكشاك و محال غير مرخصة تتنشر على شوارع المطار و كريدور عبدون و صويلح و شارع الاردن .

فارس الحباشنة