خاص
يبدو أن انخفاض كميات الحليب الناتج من آثار الحمى القلاعية، قد بدأ يلقي بظلاله على قطاع مصانع الألبان، حيث أصبحت معضلة كبيرة تقف أمام أصحاب المصانع والشركات، وذلك بسبب انخفاض كميات الحليب الموردة إلى مصانعهم.
مصانع الألبان، تقع حالياً بين فكي انخفاض كميات الحليب، وعدم القدرة على الانتاج بنفس الكميات بسبب ارتفاع أسعار الحليب الموردة لهم، إلى جانب ارتفاع مدخلات الإنتاج بنسب كبيرة، إلا أنهم استمروا في وضع الأسعار نفسها دون زيادة وتحمل التكاليف ولكن إلى متى!!
عضو غرفة صناعة عمان المهندس موسى الساكت، أشار في تغريدة له عبر تويتر، أن الارتفاع الحاصل بأسعار مشتقات الحليب بنسبة 15% ، وذلك بسبب انخفاض كمية الحليب المعروض اثر الحمى القلاعية والتي أدت إلى نفوق عدد من الأبقار، وانخفاض كمية الحليب بحدود 200 طن يومي (20% من حجم الانتاج).
وبين الساكت أن المصانع الأردنية، إن استمر الوضع على ما هو عليه ستكون مضطرة لرفع الأسعار ما لم يتم زيادة حجم الانتاج عن طريق استيراد الأبقار الحية.
بدوره أكد زكريا الفقيه، صاحب مصنع ألبان، أن المصانع تعاني من نقص بكميات حليب البقر الطازج؛ وذلك بسبب تأثيرات الحمى القلاعية التي حدثت قبل أشهر، الأمر الذي أدى إلى تقليل كميات الحليب المنتج والذي أدّى إلى نقص التوريد إلى المصانع، وارتفاع أسعار الحليب إلى 65 قرشا للكيلو بدلاً من 55 قرشا من خلال بعض المزراع.
وأشار الفقيه أن يخسر يوميا قرابة 200 – 300 طن حليب جراء النفوقات، الأمر الذي أدّى إلى خلل في حجم الكميات الموردة .
ولفت عطية ابراهيم صاحب مزرعة ومصنع ألبان، أن أزمة الحليب بدأت تؤثر بشكل كبير وسلبي على قطاع الألبان، وأصبح يهدد العديد من المصانع في استمرارية عملها إن بقي الأمر على ما هو عليه.
وشدد على أهمية فتح باب استيراد الأبقار، لأن موسم الصيف يكون فيه الطلب أكثر على الألبان، وبالتالي سيحدث هنالك خلل ونقص واضح في الأسواق، خاصة وأنه يصعب استخدام المصانع للحليب المجفف، كونه يغير من الجودة والنكهة للألبان.
وأضاف عبد الرحمن العفوري صاحب محل حلويات: "إن تربية العجول وتعليفها لمدة ست شهور حتى تصبح حلابة، في حال لم يتم الاستيراد، لن يسد حاجة الأسواق، حيث هنالك فقدان كبير من مادة الحليب، مما سبب بارتفاع جبنة الحلويات، لتصبح بدلاً من ٤٥ دينار إلى ٥٥ دينار".
ونوه أن هذا الأمر سيؤدي إلى رفع سعر الكنافة وبعض الحلويات، إلا أن أصحاب المحال غير قادرين على رفع الأسعار، خاصة في ظل ضعف القوة الشرائية للمواطنين، ناهيك عن الضرائب المرتفعة.
وقال ناصر أمين صاحب مصنع ألبان، إن استمر ارتفاع أسعار حليب، سيؤدي ذلك إلى رفع الأسعار في الأسواق، مؤكداً أن المواطن لم يعد قادر على تحمل رفع الأسعار وخاصة مادتي الألبان والأجبان.
وشدد على أهمية وجود تعامل فوري من قبل الحكومة مع القضية، والعمل على فتح الاستيراد للأبقار لتغطية النقص وحاجة المصانع، ومنع حدوث أي كارثة في المستقبل داخل القطاع.