بعد زلزال تركيا المدمر الذي وقع يوم 6 فبراير 2023، أصبحت تركيا تعاني بشكل شبه يومي من زلازل، حتى وإن صنفت بقوة أقل من 4 درجات بمقياس ريختر، اذ شهدت تركيا الفترة الماضية آلاف من الهزات الأرضية الارتدادية ،مع تكرار التنبؤات والتوقعات بشأن احتمال وقوع زلزالٍ مدمّر بمدينة إسطنبول التركية، بدون تحديد موعده، لجأ بعض سكان المدينة التي تعد ثاني أكبر المدن التركية والبالغ عدد سكانها 16 مليوناً، إلى الانتقال منها باتجاه مدنٍ أخرى خاصة إلى البلدات والمدن الصغيرة التي ينحدرون منها.
وأكد العالم البيئي غونار إن "أعداداً قليلة فقط من سكان إسطنبول انتقلوا إلى مدنٍ أو محافظاتٍ أخرى داخل البلاد، في حين قام آخرون من سكان المدينة بالاستعداد لمواجهة الزلزال عبر تجهيز مركباتهم للنوم فيها حال وقوعه أو صنع غرفٍ حديدية مقاومة للزلزال، لكن كل هؤلاء أعدادهم ضئيلة مقارنة بملايين السكان في إسطنبول".
وأكد أن "الزلزال الذي حدث الشهر الماضي جنوب تركيا، أثار الخوف لدى سكان إسطنبول، ما دعا بعضهم إلى التفكير بالهجرة منها خشية من تكرار زلزالٍ مشابه للذي وقع في العام 1999 خاصة مع وجود توقعاتٍ بحدوث زلزال مدمّر آخر في إسطنبول". وقُتل حوالي 17,000 شخص فيما بقي نصف مليون شخص بلا مأوى وأصبحت مدينة إزميد منطقة منكوبة بعد الزلزال الذي ضربها بقوة 7.6 رجة على مقياس ريختر.
وبين أن "الحل الأمثل لمواجهة هذه المخاطر يكمن في التخطيط لبناء مدنٍ جديدة ومهيأة لمواجهة الكوارث الطبيعية، وإلا لن يكون هناك حلول سوى الانتقال من إسطنبول إلى مدنٍ أخرى كالمناطق الريفية وهو أمر فعله الناس في الفترة السابقة".